للمرة الأولى منذ 22 عامًا، زار وزير الخارجية الإسرائيلي
إيلي كوهين مملكة
السويد، والتقى نظيره توبياس بيلستروم، الذي تطوعت زوجته في الكيبوتس الصهيوني في التسعينيات، واستضاف أجداده الناجين من الهولوكوست بعد الحرب العالمية الثانية، كما التقى نائب رئيس الوزراء، الذي تم تصويره في الماضي مرتديا قميص جيش الاحتلال.
ايتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، ذكر أن "هذه الزيارة التاريخية من شأنها فتح صفحة جديدة في العلاقات بين تل أبيب وستوكهولم، حيث ناقش الطرفان التحسن المستمر فيها، وما وصف بـ"الخط الإيجابي" الذي اتخذتها الأخيرة في المحافل الدولية لصالح الاحتلال، مع أن كوهين هو أول وزير خارجية يزور السويد منذ شلومو بن عامي في أوائل الألفية الثالثة، زاعما أن الزيارة تمثل تغييرا في اتجاه علاقات الدولتين، وناقشت مستقبل علاقات إسرائيل والاتحاد الأوروبي".
وأضاف في تقرير ترجمته "
عربي21" أن "كوهين شدد خلال لقاء مضيفيه على ضرورة عدم السماح بوصول أموال المساعدات للعناصر المعادية، وسبل التعامل مع الأذرع الإيرانية في الشرق الأوسط وأوروبا، والحرب المشتركة ضد معاداة السامية، كما ناقش التغيير الملحوظ في النهج السويدي على المستوى الثنائي وفي المحافل الدولية لصالح الاحتلال، وسبل تعزيز علاقاتهما الاقتصادية".
وأشار إلى أن "أجندة لقاءات كوهين شملت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الاقتصاد إيفا بوش، المسؤولة عن الصناعة والطاقة والدفاع عن البيئة، وهي من أشد المؤيدين لإسرائيل، وفي الماضي تم تصويرها مرتدية قميصًا مكتوبًا عليه جيش
الاحتلال الإسرائيلي، وبعد الاجتماع نشرت تدوينة على فيسبوك، فيها كلمات النشيد الوطني الإسرائيلي "هاتكفاه"، وختمتها بعبارة "عيد استقلال سعيد لإسرائيل.. عاش شعب إسرائيل".
وأوضح أن "السويد هي رئيسة
الاتحاد الأوروبي، وهذا أحد الأسباب التي تجعل احتمال انتقال سفارتها فعليًا إلى القدس المحتلة ضعيفًا للغاية، ومن بين المشاريع المذكورة في حديث وزيري الخارجية، مشروع "كيبوتس-تيك"، الذي سيجلب مئات الطلاب السويديين لإسرائيل للتخصص في الشركات الناشئة الإسرائيلية، وناقشا مبادرة كوهين التي تشمل إسرائيل والسويد وكوريا الجنوبية ودول اتفاقيات التطبيع لإنشاء صندوق استثمار دولي في مجال صناعة السيارات، حيث تتمتع السويد وكوريا الجنوبية بعلاقات مع شركات إسرائيلية ناشئة".
وأشار إلى أن "الوزيرين ناقشا آثار حرب أوكرانيا على أوروبا، والانضمام المتوقع للسويد إلى حلف الناتو، ما سيفتح آفاقًا جديدة للتعاون بينهما، ويتوقع أن يؤدي انضمامها لزيادة الميزانية الدفاعية بخمسة أضعاف، ما سيفتح فرصًا كثيرة جدًا للشركات الإسرائيلية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية بينهما، لكن ما تشغله السويد حاليًا في ترؤس الاتحاد الأوروبي يعتبر فرصة لأن تلعب دورًا مركزيًا بإمكانية تغيير الموقف في أوروبا تجاه التهديدات النووية الإيرانية".
وأكد أنه "في العامين الماضيين حصل تغيير واضح في موقف الحكومة السويدية تجاه إسرائيل، فثلاثة أحزاب فيها تدعم علناً نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، كما تمثل موقفًا حرجًا للغاية تجاه إيران؛ لوجود مجتمع كبير من الإيرانيين فيها، ومؤخرا صدر قرار بالإجماع ببرلمانها يدعو الحكومة لإعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية، وخلال الزيارة السياسية القصيرة، التقى كوهين بأعضاء البرلمان الرئيسيين وكبار رجال الأعمال وممثلي الجالية اليهودية المحلية".
تأتي زيارة كوهين إلى السويد بعد سنوات قادت فيها خطاً صداميا تجاه دولة الاحتلال، ولذلك شهدت علاقاتهما أزمات متواصلة، في ظل اتهامات الأخيرة للحكومة اليسارية السابقة بأنها من أكثر الحكومات عداءً لها في الاتحاد الأوروبي، وتقف خلف العديد من المبادرات السياسية للاتحاد الأوروبي لإدانتها في أي فرصة تسنح لها، حتى أن وزيرة الخارجية السويدية السابقة مارغوت وولستروم دأبت دائما على إشهار "البطاقة الحمراء" لتل أبيب، وفق التوصيف الإسرائيلي، ما حدا بزعماء إسرائيليين لرفض مقابلتها.
اليوم، وبعد فوز اليمين في انتخابات أيلول/ سبتمبر الماضي، أبدى الإسرائيليون تفاؤلا حذرا إزاء فوز أحزاب اليمين في السويد، بزعم أنه يعني إجراء تغيير بسياستها الخارجية تجاه إسرائيل، وافتتاح عهد جديد بينهما، وسط اعتقاد بأن معظم هذه الأحزاب مؤيدة لها، ويعارضون الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، ويدعون لفرض رقابة على المساعدات المالية المقدمة للفلسطينيين.