مقابلات

"عربي21" تلتقي أول مذيع كفيف بفضائية عربية.. هذا ما قاله عن تجربته (شاهد)

الربابعة تحدث عن دعم وتشجيع كبير من عائلته ليواصل تحقيق أحلامه- عربي21
بخطى واثقة وتحد، يسير الإعلامي الكفيف راشد ربابعة نحو استديو الأخبار، تسانده وتساعده إحدى زميلاته بالتنقل، ليطل على المشاهدين من خلال شاشة قناة رؤيا المحلية الأردنية، ويصبح حديث الإعلام كأول مذيع أخبار كفيف عربيا.

ربابعة روى لـ"عربي21" تجربته الإعلامية وجوانب من دراسته وشخصيته، حيث قال إنه حصل على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام وتكنولوجيا الاتصال من إحدى الجامعات الأردنية، وعمل سابقا في إحدى المؤسسات الإعلامية عبر الإنترنت.

ويعبر ربابعة عن سعادته بالانضمام إلى قناة فضائية، للعمل فيها كمذيع، وقراءة الأخبار عن طريقة لغة بريل للمكفوفين، والذي وصفه بأنه فخر كبير أن يكون أول مذيع مكفوف في الوطن العربي.

ولفت إلى أن "حبه لعالم الصوت والإذاعة والإعلام بشكل عام، كان دافعه الرئيسي لدراسته للإعلام"، مشيرا إلى أنه "كان يقضي ساعات طويلة في الاستماع للمذياع، وأن عشقه للصوت وعالم الهندسة الصوتية تجذر في داخله منذ الصغر حتى اليوم"، وحول ذلك يقول: "كنت أحب أن استمع يوميا للمذياع لساعات طويلة، وأنا أعشق عالم الصوت، من الميكروفون إلى الهندسة الصوتية بكل تفاصيلها".

وعن دور عائلته في دعم مسيرته، قال ربابعة: "أسرتي دعمتني بكل أشكال الدعم، وشجعني إخواني، كذلك والأهم والدتي دعمتني أيضا، حيث كانت دائما تحاول تقديم كل وسائل المساعدة والمساندة لي، وكانت دائما حاضرة معي في كل مكان أود الذهاب إليه، وتقف معي بكل خطوة".

وأكد أنه نتيجة دعم أسرته له بدأ يشعر فعلا بأنه يستطيع عمل أي شيء، وأنه في حال حدث حدثا ما معه، فإنه يعلم أن أهله سيكونون معه، وهذا الدعم أيضا زاد ثقته بنفسه أكثر، ولم يشعر أبدا بأنه صاحب إعاقة، خاصة أنهم أيضا أصبحوا يعتمدون عليه.


وحول ما إذا كان واجه صعوبات في إيجاد فرصة عمل، قال: "بالتأكيد، واجهتني بعض المشاكل والمعضلات، لكن الإعاقة لا تعيق أبدا، وكما يقال: اعقل وتوكل، نعم قد تواجه صعوبات كثيرة، ولكن بنفس الوقت تكون قادرا على تحديد المجال الذي تود العمل فيه، وتكون مختلفا ومميزا عن الآخرين، والأهم أن تبتعد عن كل شيء يمكن أن يعكر عليك صفو حياتك وعملك".

وعن تجاربه السابقة في المجال الإعلامي قبل عمله في قناة رؤيا، لفت إلى المرحلة التي سبقت دراسته وخلالها بقوله: "كان لي العديد من الأعمال الصوتية، وهي موجودة الآن على الإنترنت، جزء منها كان إعلانات تجارية بالتعاون مع بعض الشركات، وكنت أقوم بها حتى ولو بشكل مجاني، حتى أستطيع أن أجد لنفسي موطئ قدم في السوق الإعلامي، وبالطبع كانت محاولات تحتاج لجهد أكبر ودعم أكثر، وباعتقادي أنها كانت نوعا ما جيدة، على الرغم من أنني كنت أتمنى وأتوقع أن تكون أكثر من جيدة".

ويواجه ذوو الإعاقة في العالم العربي صعوبات جمة، منها إيجاد فرصة عمل تتناسب ومؤهلاتهم العلمية، وكذلك وجود بيئة مناسبة، سواء إنسانية أو مادية من ناحية التجهيزات التي تتناسب ووضعهم.

ويؤكد ربابعة أنه "واجه بعد التخرج صعوبة في إيجاد فرصة عمل"، وقال: "على الرغم من أننا دائما نقول إن الشاب يمكن أن يجد مكانا وفرصة له، إلا أنني للأسف واجهت صعوبة في الحصول على عمل، حيث كانت العديد من المؤسسات ترفض، وتقول: لا عمل لك لدينا، وتحيل السبب إلى وضعي الصحي".

وأضاف: "بالتأكيد، المسؤولية اليوم تقع على القطاعين العام والخاص، وباعتقادي يجب أن تتضافر جهود القطاعين مع بعضها البعض، وأن يتم التفكير خارج الصندوق لإيجاد فرص عمل للجميع، خاصة ذوي الإعاقة".


وحول تجربته في قناة رؤيا، قال: "تجربتي هي نقلة نوعية لي وللإعلام بشكل عام في الوطن العربي، بل أستطيع القول حتى في العالم أيضا، فقناة رؤيا وفرت لي فرصة عمل، وهذا أمر مهم جدا، وهي اليوم وظفت مذيع أخبار من ذوي الإعاقة البصرية، وأنا أفتخر وأعتز بذلك، ولكن إن دل هذا على شيء فإنه يدل على مسؤولية القناة تجاه المجتمع المحلي، وأعتبر أن تجربتي في القناة ناجحة وبقوة، وأتمنى أن تزداد نجاحا وتألقا، وأكون انفرادة وعلامة فارقة في قناة رؤيا بما أقدمه".

من جهته، أشار الإعلامي ومدير الأخبار في قناة رؤيا، سعد حتر، إلى أن "القناة دائما تمنح وتعطي الفرصة للمبدعين والشغوفين بالعمل ومن يمتلكون طاقة قوية".

وأكد حتر خلال حديثه لـ"عربي21" أن القناة رأت هذه الصفات في راشد وقدراته ومهاراته، وهو مر بالتسلسل الطبيعي لمراحل توظيف المذيعين جميعا بلا استثناء في القناة".