بزيادة
بلغت 800 مليون يورو عن مخرجات المؤتمر الماضي، تعهدت الدول المانحة بتقديم 9.6 مليار يورو للشعب السوري والدول المستضيفة، وذلك في ختام النسخة السابعة من مؤتمر بروكسل
لدعم مستقبل
سوريا والمنطقة الذي اختتم الخميس في العاصمة البلجيكية، وضم ممثلين من
57 دولة وعشرات المنظمات الدولية والسورية.
وتوزعت
التعهدات من جانب
الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول مانحة أخرى على شكل
منح وقروض للشعب السوري والدول المستضيفة للاجئين السوريين.
وفي
ختام المؤتمر، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل
إن الاتحاد "يؤكد أن تكون سوريا والسوريون على رأس جدول الأعمال الدولي"،
مضيفاً أن "المؤتمر ليس فقط حدثا سنويا لإعلان التبرعات لسوريا، بل هو أيضاً منصة
لتأكيد التزام المجتمع الدولي بحل سياسي شامل ومستدام للصراع في عامه الثالث عشر".
تشكيك
في تنفيذ التعهدات
من جانبه،
قال المنسق الطبي والإنساني في الشمال السوري الدكتور مأمون سيد عيسى، إنه منذ
عام 2017 يعقد سنوياً مؤتمر بروكسل من أجل
دعم سوريا ومستقبل المنطقة وهو المؤتمر السنوي
الذي تنظمه دول الاتحاد الأوروبي من أجل دعم الجانب الإنساني في سوريا.
وفي
حديثه لـ"عربي21" أوضح أنه في مؤتمر بروكسل السادس 2022 كان مجموع التعهدات
6.4 مليار يورو، أما في هذا العام 2023 فقد كان لدينا مؤتمر المانحين في بروكسل لمساعدة
المتضررين من زلزال تركيا وسوريا وتعهد مانحون دوليون خلاله بتقديم نحو
950 مليون يورو للمتضررين من الزلزال في سوريا.
وتابع
سيد عيسى بأنه في هذا العام تعهد المؤتمر بتقديم مساعدات بقيمة 10 مليارات يورو أي بزيادة
3.6 مليار عن العام السابق. كما نرى فالمبلغ الذي تم التعهد به كمساعدات لعموم سوريا
هو مبلغ كبير، مستدركاً بقوله: "لكن المشكلة تكمن في عدم تنفيذ التعهدات هذه كحال
التعهدات السابقة".
وأضاف
المنسق الطبي أن التعهدات "جيدة" لكنها لا تنفذ، وهذا سوف يكون له انعكاسات
على الوضع الإنساني في سوريا خاصة في شمال وشمال غرب سوريا حيث سوف تزداد الأوضاع الإنسانية
كارثية.
أما
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل المعراوي فأشار في حديثه لـ"عربي21"
إلى انعقاد المؤتمر في ظل ظروف سياسية مختلفة كليا عن دوراته السابقة، معتبراً
أن الموقف السياسي للاتحاد الأوروبي كان طاغيا على الجوانب الإنسانية.
وأوضح
أن للظروف الجديدة المتعلقة بفك العزلة المضروبة على النظام السوري عربياً، إلى جانب
مشروع روسي باستحداث مسار رباعي غايته تطبيع تركي مع النظام ودول أخرى، أثر في ذلك، وقال:
"بالطبع لا تتوافق هذه المسارات مع ما أعلنه الاتحاد الأوروبي من مواقف تجاه شروط
التطبيع مع النظام، وأولها البدء بالحل السياسي وفق القرار الدولي 2254".
من جانب
آخر، أشار المعراوي إلى الصراع المحتدم بين الروس والغرب في أوكرانيا واعتبار النظام
أنه أحد حلفاء روسيا، وهو على النقيض تماما من موقف الاتحاد الأوروبي.
وعن
التعهدات المالية وقدرتها على تلبية احتياجات سوريا، قال الكاتب: "هذه الأموال
ليست كافية للقيام بأعباء النازحين السوريين في بلادهم والدول المحيطة، لكنها ضرورية
وتصل لحد الاستجابة الطارئة".
من جهته،
قال الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، إن التعهدات من المانحين لا تُنفذ في الغالب،
وهو ما يمكن تلمسه من خلال نية "برنامج الغذاء العالمي" إلغاء الدعم عن
2.5 مليون سوري.
وأضاف
لـ"عربي21": "في العموم يمكن القول إن المساعدات كافية لو كانت التعهدات
تُنفذ"، مبيناً أن "حاجة سوريا تقدر بـ 11مليار دولار، في حين أن التعهدات
كانت أقل من ذلك".
ويهدف
مؤتمر بروكسل إلى إعادة تأكيد التزام الاتحاد الأوروبي ودعمه للشعب السوري، وحشد الدعم
الإنساني والمالي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوريين الذين يعيشون في سوريا والدول
المجاورة لها.