نشرت
صحيفة " الغارديان" تقريرا لمراسلها في نيويورك كريس ماكغريل، قال فيه إن
أصوات اليهود الأمريكيين باتت مسموعة وتشك بإسرائيل وتريد تحديد الدعم الأمريكي
لمنع توسع
المستوطنات.
وأشار
التقرير إلى أن "هناك تغيرا كبيرا يدور وسط اليهود الأمريكيين، وهناك
الكثير من اليهود وبخاصة الشباب الذين لا يسارعون ويقدمون الدعم وبدون شرط لكل شيء
تفعله إسرائيل، والناس يتقبلون حقيقة أنك قد تكون يهوديا وتنتقد إسرائيل في نفس
الوقت".
ولفت
التقرير إلى أن الحراك لجلب انتباه الأمريكيين بشأن
الاحتلال والهجمات العسكرية
الإسرائيلية ضد الضفة الغربية وغزة والتوسع الاستيطاني الذي لا يتوقف، لم تغير
واشنطن سياسة دعمها للاحتلال.
وأكدت
المعلقة في صحيفة "نيويورك تايمز" ميشيل غولدبيرغ، أنه "مهما
انحرفت إسرائيل عن الأعراف الديمقراطية الليبرالية، فعندما يتعلق الأمر بالسياسة
الأمريكية، فإنها لا تزال محمية بستارة كثيفة من المحرمات".
وقال
مايك ليفنسون الذي يدفع ضد سياسة الاحتلال منذ 40 عاما، إن المواقف من إسرائيل
تتغير منذ سنين حيث بات الكثير من الأمريكيين العاديين واليهود وغير اليهود ينظرون
للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني من منظور الحريات المدنية و"أسمع هذا منهم، فهم
يتابعون منصات التواصل الاجتماعي ويبحثون عن المعلومات القادمة من الشرق الأوسط،
وهم ليسوا بحاجة للاعتماد على الإعلام الجماهيري أبدا. فهم متشككون بشأن ما
يسمعونه من الساسة والجماعات اليهودية الرئيسية".
وتشير
استطلاعات الرأي إلى أن ليفنسون محق في كلامه، ففي استطلاع لمؤسسة غالوب نظم بداية هذا
العام، وجد أنه لأول مرة هناك المزيد من الديمقراطيين الذين يتعاطفون مع
الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين وبهامش 11 بالمئة، وهو تحول مهم عن العقد
السابق.
وفي
عام 2021 نظم معهد الناخبين اليهود دراسة مسحية وجدت أن نسبة 58 بالمئة من اليهود
الأمريكيين يدعمون فرض قيود على الدعم العسكري الأمريكي لمنع إسرائيل من استخدامه
في توسيع المستوطنات بالضفة الغربية.
ووافق
ثلث المشاركين على أن معاملة إسرائيل للفلسطينيين تشبه العنصرية في الولايات
المتحدة، وهي نسبة صدمت الكثير من القيادات اليهودية الأمريكية. وتقول الغارديان
إن جزءا من هذا التحول نابع من منصات التواصل الاجتماعي والتداول الواسع للقطات
الفيديو عن هجمات إسرائيل ضد غزة والضفة الغربية وعمليات الترحيل الجماعي
للفلسطينيين في جنوب الخليل وهجمات المستوطنين المسلحين ضد القرى البلدات
الفلسطينية.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن سياسات رئيس وزراء الاحتلال لمنع قيام دولة فلسطينية وتبني المتطرفين في
حكومته لمشروع ضم
الضفة المحتلة، أدت إلى تجريد إسرائيل من أي مبرر لما تقوم به وأنه
من أجل مكافحة الإرهاب.
وأضافت أن كل هذا قدم دفعة للمزاعم من منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والأجنبية بأن إسرائيل
تطبق نظام الفصل العنصري على الفلسطينيين. ولكن المتظاهرين في 20 تموز/ يوليو بساحة
هيرالد بمنهاتن في نيويورك ليس لديهم وهم في تحول السياسة الأمريكية في واشنطن من
إسرائيل وفي أي وقت قريب، رغم التغير الواضح في السياسات العامة.