قالت صحيفة الغارديان، إن العصر الحديث، فرض معطيات بات فيها تحقيق
النوم الجيد ليلا أمرا صعبا، وينتج عن ذلك اعتلال للصحة.
وقالت الكاتبة سونيا سودها في تقرير للصحيفة، إن الحياة الحديثة التي تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بات من الصعب
عليها المواظبة على موعد ثابت للنوم واليقظة، وهو أمر ينظم الساعة البيولوجية
للجسم، ويساعد على تنظيم مستويات الهرمونات التي تؤثر على درجة حرارة الجسم
والشهية والنعاس.
واستعان التقرير بدراسات أثبتت أنه على المدى
القصير، فإن عدم كفاية النوم ترتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بالعدوى، والاستجابة الضعيفة
للتطعيم، وتدهور وظائف المخ، وترتبط قلة النوم بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب
والأوعية الدموية والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
ولفتت إلى أن أحدث الدراسات، توصلت إلى أن
القناة الهضمية تتأثر بعادات النوم غير المنتظمة على مدار الأسبوع، وأن تغيير
مواعيد النوم خلال الأسبوع ولو لـ 90 دقيقة، يؤثر سلبا على البكتيريا النافعة في
الجهاز الهضمي، نتيجة للعادات الغذائية السيئة المرتبطة بذلك. بناء على هذه
النتائج، يوصي الباحثون بأن يسعى الناس إلى أنماط نوم متسقة خلال أسبوع
العمل
وعطلة نهاية الأسبوع.
وقد صنفت هيئات
الصحة الدولية العمل الليلي بأنه "قد يكون مسرطنا" بعد أن أظهرت الدراسات ارتفاع خطر الإصابة
بالسرطان لمن يعملون في نوبات ليلية على مدى سنوات عدة.
كما أن هناك جانبا آخر لنظام المناوبة الليلة
الذي يجعلك منعزلا اجتماعيا؛ فمن الصعب للغاية الحفاظ على حياة أسرية أو رؤية
الأصدقاء عندما تقضي أيام العطلة في محاولة لتعويض نومك.
وشدد التقرير على أن العمل لأربعة أيام في الأسبوع لساعات أقل، أفضل،
لكنه أمر صعب التحقيق، لمن لديه مناوبات مسائية لمدة 5 أيام، مقابل أجر زهيد.