شرعت
الإمارات العربية المتحدة، بتنفيذ مشروع "77" لإقامة نشاط ثقافي مشترك مع عدة مدن في دولة الاحتلال، لكنها طالبت بعدم مشاركة الوزيرين سموتريتش وبن غفير فيه، وإلا سيتم إلغاؤه؛ وذلك في الذكرى السنوية الثالثة لتوقيع اتفاقيات التطبيع بين الاحتلال والإمارات.
وكشف المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر، أن "الإمارات أعلنت عن مشروع ثقافي مشترك مع إسرائيل، شرط عدم اشتراك وزراء حزبي العصبة اليهودية والصهيونية الدينية برئاسة إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش في فعاليات المشروع الذي يشمل سبع مدن في كل من إسرائيل والإمارات، لمدة سبعة أيام، بزعم جمع المجتمعين وإقامة نشاط ثقافي مشترك لهما، بمشاركة عدة وزارات حكومية مثل الخارجية والثقافة والتراث، لكنها اعترضت، وأعلنت أنها غير مستعدة للمضي قدماً في المشروع إذا شارك فيه أولئك الوزراء المتطرفون".
وأضاف في
تقرير ترجمته "عربي21" أن "الإمارات أبلغت إسرائيل أنه إذا شاركت وزارة التراث برئاسة الوزير عميحاي إلياهو، من العصبة اليهودية في المشروع، فإنها ستوقفه، ولذلك فإن الموضوع حالياً ما زال مطروحا في مباحثات متقدمة بينهما، وطالما بقي الفيتو مفروضاً فقد يضع المزيد من الصعوبات للترويج له، لأن وزارة التراث جزء من المشروع، ومن المفترض أن تمنحه الميزانيات، مع العلم أن سموتريتش سبق أن أعلن محو بلدة حوارة، وألقى خطابا في
فرنسا أنكر فيه وجود
الشعب الفلسطيني، بجانب خريطة "أرض إسرائيل الكبرى" التي تضم الأردن".
وأوضح أن "بن غفير من جانبه عبر عن نفسه بطريقة عنصرية حين ادعى لنفسه الأحقية بالسير في طرقات الضفة الغربية على حساب الفلسطينيين، ومؤخرًا قامت العصبة اليهودية والصهيونية الدينية بالترويج لجمع تبرعات للمتطرف عميرام بن أوليئيل، قاتل العائلة الفلسطينية دوابشة من نابلس قبل سنوات، ورغم ذلك فقد احتفلت الإمارات في ديسمبر 2022 بعيد استقلالها الـ51 في تل أبيب، ووجهت فعليًا دعوة لبن غفير، بجانب أعضاء الكنيست من كافة الفصائل والدبلوماسيين الأجانب ورجال الأعمال والشخصيات العامة، باعتبارها بادرة حسن نية على أمل أن يعتدل بن غفير في مواقفه".
وأشار إلى أنه "حتى قبل تشكيل الحكومة في كانون الثاني/ يناير 2023، أعرب كبار المسؤولين في الإمارات عن قلقهم من أن التحالف مع بن غفير سيجعل التعاون مع إسرائيل صعبا، ومنذ مرور مياه كثيرة في النهر، اقتحم بن غفير
المسجد الأقصى مرارا وتكرارا رغم التحذيرات من الاضطرابات الأمنية، وفي ظل التصريحات المتطرفة قررت الإمارات التراجع عن خطواتها الاستفزازية".
وكشفت أوساط إسرائيلية، في وقت سابق، أن "دولة الاحتلال تواجه سوءًا في علاقاتها مع الإمارات بسبب غضبها من التوترات الحاصلة مع الفلسطينيين، حيث يوجد تخوف إسرائيلي من حدوث أزمة، مما دفع سابقاً لوصول خلدون المبارك أحد أقرب المقربين للرئيس محمد بن زايد لإسرائيل في مهمة غير عادية من أجل لقاء رئيس الدولة، يتسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لنقل رسالة قلق بشأن الوضع مع الفلسطينيين، خاصة حول الأحداث في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان".
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في
تقرير ترجمته "عربي21" أن "الإماراتيين قلقون للغاية من حدوث تصعيد في هذه الفترة يحرجهم أمام العالم العربي، موضحين أن جميع الأحداث الأخيرة تتعارض مع روح اتفاقات التطبيع، وقد تعيقهم عن بناء التعاون مع إسرائيل، وتوسيع الاتفاقات، وتشكل خطر على الاستثمارات المالية الإماراتية فيها، كما أن التجميد الإماراتي لشراء أنظمة أمنية حساسة منها مرتبط بالقلق من حكومة نتنياهو، مما دفع نتنياهو في وقت سابق لإرسال مساعدة وزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمر لأبو ظبي".
تجدر الإشارة إلى أن الفيتو الإماراتي يأتي على مشاركات وزراء العصبة اليهودية والصهيونية الدينية في وقت تجري فيه مفاوضات غير مسبوقة للتطبيع بين الاحتلال والسعودية، بقيادة الولايات المتحدة، مع العلم أن حزبي بن غفير وسموتريتش يعارضان تقديم أي تنازلات للفلسطينيين في أي اتفاق مزمع، مما دفع الإدارة الأمريكية لمحاولة التحقق فيما إذا كان بيني غانتس أو يائير لابيد على استعداد لدخول الحكومة لتمريره بديلا لأولئك المتطرفين، رغم إعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أنه لن يدخل عناصر أخرى للحكومة على حساب الشراكة الحالية.