قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إنه من العار أن
تبقي دول عربية وإسلامية علاقتها الدبلوماسية قائمة مع
إسرائيل في حين أن الأخيرة
مستمرة في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد السكان المدنيين في قطاع غزة على رؤوس
الأشهاد وفي وضح النهار.
وبينت المنظمة، في بيان لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ
"عربي21"، أنه في حين مشاهد القتل والدمار المروعة حركت ضمائر قادة دول
مثل كولومبيا، بوليفيا وتشيلي فمنهم من طرد السفير الإسرائيلي ومنهم من استدعى سفيره
للتشاور، لم تحرك هذه المشاهد أي ساكن في قلوب ووجدان قادة عرب ومسلمين مثل
الإمارات، البحرين، المغرب، مصر، الأردن وتركيا فقد أبقت هذه الدول على علاقاتها
الدبلوماسية مع إسرائيل على الرغم من قيام إسرائيل بسحب بعثاتها من معظم هذه الدول
خوفا عليهم من غضبة شعوب هذه الدول.
وتساءلت المنظمة: ما هي الخطوط الحمراء التي ينتظر قادة المنطقة أن
تتجاوزها إسرائيل حتى يتحركوا؟ ألا يكفي هؤلاء القادة أن عداد الموتى تجاوز العشرة
آلاف والجرحى الثلاثين ألفا وبالأمس واليوم ارتكبت إسرائيل مذابح دمرت خلالها أحياء
كاملة في جباليا وقتلت المئات.
وأكدت المنظمة أن بعض هذه الدول لم تبق على علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، بل إنها تحرض إسرائيل وتشد من عزيمتها لإنهاء المهمة التي بدأت لكن ما
يقلق هؤلاء القادة الضجيج الذي تحدثه المذابح فيفزعون إلى منابر الصحافة وإصدار
البيانات الكاذبة المنددة والمستنكرة للمذابح ليظهروا بمظهر الداعم للفلسطينيين.
ودعت المنظمة كافة الدول التي تحترم مبادئ القانون الدولي الإنساني إلى أن تحذو حذو الدول التي طردت السفراء الإسرائيليين فهذه خطوة رمزية ضئيلة في
مواجهة دولة مارقة ترتكب أبشع الجرائم.
وفي ضوء اليأس من الموقف العربي والإسلامي خاطبت المنظمة دولا مثل
تشيلي وكولومبيا وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول لتعود بمشروع قرار قوي إلى الجمعية
العامة الطارئة بجلستها العاشرة لتطلب وقف إطلاق نار فوري وانسياب المساعدات
الإنسانية دون قيد أو شرط تحت حماية قوة دولية.
كما طالبت المنظمة في رسائلها إلى هذه الدول بضرورة أن يتضمن مشروع
القرار بندا بموجبه يؤكد على ضرورة إحالة جريمة الإبادة الجماعية إلى محكمة العدل
الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لضمان محاسبة مرتكبي هذه الجريمة الخطيرة وضمان
عدم إفلاتهم من العقاب.
وتوجهت المنظمة بنداء إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب ومفتي عمان أحمد بن
حمد الخليلي، وبابا الفاتيكان البابا فرنسيس وراعي الكنيسة الانجليجانية في إنجلترا
بضرورة التنسيق فيما بينهم وترؤس قوافل إغاثة إنسانية لتدخل من معبر رفح بدون أي
رقابة إسرائيلية، كما طالبتهم المنظمة باستخدام سلطتهم الدينية لدى قادة الدول
لفرض وقف إطلاق نار فوري.
وفجر 7 أكتوبر الماضي، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية
أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات
والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا
سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف
الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه
أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي
متواصل منذ 2006.