في الوقت الذي أظهرت فيه شعوب القارة الأفريقية تضامنا
واسعا مع
غزة، تباينت المواقف الرسمية لبلدان القارة السمراء من العدوان الإسرائيلي
على قطاع غزة والذي دخل شهره الثاني مخلفا أكثر من 10 آلاف شهيد ودمارا هائلا.
وفي هذا السياق أعلنت دول أفريقية دعمها الصريح للقضية
الفلسطينية ووقوفها إلى جانب المقاومة، في حين وقفت دول أخرى على النقيض تماما من هذا
الموقف، وأبدت انحيازا واضحا للاحتلال.
مواقف متباينة
وتصدرت موريتانيا والجزائر وتونس وليبيا، وجنوب
أفريقيا
ومالي والسنغال مواقف الدول الأفريقية الداعمة للشعب الفلسطيني والمنددة بالعدوان الإسرائيلي
على غزة.
وسحبت جنوب أفريقيا جميع دبلوماسييها من "تل أبيب" على خلفية العدوان على غزة.
واستدعت تشاد القائم بالأعمال لدى "تل أبيب" للتشاور،
مضيفة أنها "تتابع بأكبر قدر من الاهتمام والقلق الوضع في الشرق الأوسط، لا سيما
موجات العنف الإسرائيلي المميت وغير المسبوق في قطاع غزة".
وأصدرت وزارة خارجية السنغال بيانا عبّرت فيه عن
قلقها بشأن ما يجري في غزة، وطالبت بضرورة إحياء المفاوضات بين الطرفين في أسرع وقت
ممكن لتحقيق قيام دولتين مستقلتين.
فيما عبرت دول أفريقية أخرى عن مواقف منحازة للاحتلال،
ومن بينها الكاميرون والكونغو الديمقراطية وغانا والتوغو وكينيا.
واختارت بلدان أفريقية أخرى اتخاذ مواقف رافضة للعدوان
على غزة "ومنددة في نفس الوقت بالعملية التي نفذتها المقاومة يوم 7 أكتوبر".
تضامن شعبي
لكن على الصعيد الشعبي بدت مواقف شعوب القارة السمراء
رافضة بشكل واسع للعدوان الإسرائيلي على غزة، ومعبرة بشكل واضح عن حق الشعب الفلسطيني
في الدفاع عن أرضه.
وفي هذا السياق خرجت مظاهرات ومسيرات في العديد من
عواصم القارة الأفريقية، ومن بينها كيب تاون، وداكار، وأكرا، ونواكشوط، والرباط، والجزائر،
وتونس، وإنجامينا، وغيرها من العواصم الأفريقية.
ففي غانا التي أبدت حكومتها انحيازا للاحتلال
الإسرائيلي، خرجت مظاهرة داعمة وتضامنية مع فلسطين.
وشارك المئات في مظاهرات نظمت، الخميس الماضي، بميدان
"كوامي نكروما" في العاصمة أكرا، حيث رددوا هتافات من قبيل "فلسطين
حرة".
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وحملوا لافتات
عليها عبارات مثل "لا للحرب"، و"نقف إلى جانب الفلسطينيين"، و"العدالة
لفلسطين".
وقال النائب البرلماني السابق رأس مبارك، الذي شارك
في المظاهرة، إن "إسرائيل ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في فلسطين".
وأكد في تصريحات صحفية وقوف الشعب الغاني إلى جانب
نظيره الفلسطيني المضطهد، مطالبا بإنهاء الهجمات عليه فورا.
وفي السنغال خرجت العديد من المسيرات والمظاهرات
المؤيدة لغزة والرافضة للعدوان الإسرائيلي.
وأعلن "التحالف الوطني لدعم فلسطين" (منظمة
سنغالية) تأييده الكامل لعملية طوفان الأقصى، ونظم العديد من الفعاليات التضامنية مع
الشعب الفلسطيني.
ووجهت رابطة "الأئمة والدعاة في السنغال"
رسالة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش عبر منسقة المنظمة الأممية
بداكار، أعربت فيها عن رفضها الجرائم التي يرتكبها جيش
الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب
الفلسطيني.
وفي تشاد خرق شبان غاضبون حظر التظاهر الذي تفرضه
السلطات، وخرجوا في مسيرة متضامنة مع غزة.
وساهمت وسائل إعلام أفريقية في نقل ما يحدث في غزة
للرأي العام الأفريقي، حيث نقلت حجم الدمار الذي يتعرض له القطاع، والاستهداف المتكرر
للمستشفيات ومنع وصول المساعدات من المياه والغذاء والدواء.
ومنذ 32 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على
غزة، استشهد فيها أكثر من 10 آلاف فلسطيني بينهم 4104 أطفال و2641 سيدة، وأصيب أكثر
من 25 ألفا آخرين، كما أنه قتل 160 فلسطينيا واعتقل 2150 في الضفة الغربية.