حذر سفير
فرنسا السابق في دولة
الاحتلال جيرار أرو، من استمرار التطهير العرقي الذي يقوم به
المستوطنون في
الضفة الغربية بالتزامن مع الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وقال أرو خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية، "بالنظر إلى تفاقم المأساة في غزة، يمكننا أن نرى بوضوح المستوطنين الذين يرتكبون أعمال تطهير عرقي في الضفة الغربية".
وفي مقابلة تلفزيونية كرر الدبلوماسي الفرنسي تصريحاته التي أزعجت نوابا مؤيدين للاحتلال قائلا، "إن المستوطنين ينتهزون فرصة الحرب في غزة للتخلص من قرية أو بلدة أو حتى عائلة فلسطينية".
وذكر جيرار أرو، "أن هؤلاء المستوطنين يقومون بهذه الأفعال لجعل حل الدولتين مستحيلا، وأن ما يحدث هو أمر خطير، وعلى الدول العربية الرد عليه مع أكبر قدر من الحزم".
في المقابل انتقد النائب البرلماني عن الفرنسيين المقيمين في الخارج، ماير حبيب، تصريحات السفير الفرنسي السابق قائلا، "هذا خطأ، إنها كذبة، لا يوجد تطهير عرقي، واستخدام هذه المصطلحات من شخصية رفيعة المستوى يصب الزيت على النار”.
ورد عليه جيرار أرو بالقول، "إن هناك 175 فلسطينيا قتلوا خلال شهرين في الضفة الغربية، وأن القرى أُفرغت بتواطؤ من الجيش الإسرائيلي" مؤكدا أن "ما يجري في الضفة تظهير عرقي".
والثلاثاء الماضي قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إن عددا من السفراء الفرنسيين في الشرق الأوسط وجهوا رسالة تعرب عن أسفهم لانحياز الرئيس إيمانويل ماكرون لإسرائيل، مبينة أن "مذكرة السفراء الفرنسيين المنتقدين لسياسة ماكرون تجاه حرب غزة تعد بمثابة تمرد دبلوماسي".
ووصفت الصحيفة الخطوة بأنها "غير مسبوقة في تاريخ الدبلوماسية الفرنسية في العالم العربي، حيث كتب أكثر من عشرة سفراء ودبلوماسيين فرنسيين يعملون في الشرق الأوسط والمغرب العربي مذكّرة جماعية وقّعوا عليها وأرسلوها إلى قصر الإليزيه ووزارة الخارجية".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي في باريس قوله، إن "المذكرة تحمل مواصفات الانشقاق وقد جاء فيها أن (موقف فرنسا في بداية الأزمة ليس مفهوماً في الشرق الأوسط وهو يشكّل قطيعة مع موقفها التقليدي المتوازن بين الفلسطينيين والإسرائيليين)".
وأوضح الدبلوماسي، أن "السفراء والدبلوماسيين يلاحظون بأسف خسارة فرنسا لمصداقيتها وتأثيرها في العالم العربي حيث تسود صورة سلبية عن فرنسا"، وتلمح المذكرة إلى أن كل ذلك هو "نتيجة المواقف التي اتخذها رئيس الجمهورية مؤخرا".