قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي مارك وارنر، إن
الاحتلال لم يحقق سوى نجاح ضئيل للغاية في تطهير وتأمين أنفاق قطاع
غزة.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن وارنر قوله: "إن ما تعاملت معه إسرائيل ليس سوى جزء صغير من طول
الأنفاق المقدرة بـ500 كيلومتر".
وأواخر الشهر الماضي، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم، إن "نحو 80 بالمئة من أنفاق حركة حماس في قطاع غزة لا تزال سليمة بعد أسابيع من محاولات تدميرها من قبل إسرائيل".
وأضافت الصحيفة، أن تفكيك شبكة الأنفاق التي تمتد على مساحة 300 ميل أو نصف شبكة أنفاق قطارات نيويورك، سيحرم حماس من الأمن النسبي وتخزين الأسلحة والذخيرة وأماكن لاختباء المقاتلين والقادة والقدرة على المناورة والتحرك في القطاع بدون تعريض أنفسهم للنيران الإسرائيلية.
وحاول الاحتلال الإسرائيلي البحث عن عدة طرق لتدمير الأنفاق مثل تركيب مضخات لإغراقها بماء البحر المتوسط، وتدميرها عبر غارات جوية ومتفجرات سائلة والبحث فيها من خلال كلاب الأثر التابعة لوحدة الجيش واستخدام الروبوتات حيث يتم تدمير مداخل الأنفاق ثم مداهمتها من خلال فرقة عالية الخبرة والتدريب.
وفي العام الماضي ركب الاحتلال الإسرائيلي في عملية أطلقت عليها "بحر الأطلنطيس" سلسلة من المضخات في شمال غزة، رغم المخاوف من ضخم مياه البحر على نظام مياه الشرب في القطاع، وأدى ضخ المياه إلى تدمير المباني فوق الأنفاق. وركبت إسرائيل بداية هذا الشهر مضخة واحدة في مدينة خانيونس، جنوب القطاع، بحسب مسؤول على اطلاع بالجهود.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المضخات الأولى ضخت مياها من البحر أما المضخات الأخيرة فقد ضخت مياها من إسرائيل. وفي بعض الأماكن أوقفت الجدران وحواجز أخرى تدفق المياه، بحسب المسؤول الإسرائيلي. وأدت المياه الحلوة إلى تآكل بعض الأنفاق إلا أن الجهود لم تكن ناجحة بشكل عام، كما يقول المسؤول الأمريكي.
ويقدر المسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل أن ما بين 20% و40% من أنفاق حماس قد تضررت أو أصبحت غير صالحة للعمل، معظمها شمال غزة.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قد قالت إن الجيش فوجئ بحجم شبكة الأنفاق التي بنتها
المقاومة الفلسطينية في غزة، والتي فاقت تقديرات القادة العسكريين في إسرائيل بنحو 600 بالمئة.