قالت صحيفة
الغارديان، إن عودة جيش
الاحتلال لمجمع الشفاء،
في مدينة
غزة، دليل على قدرة وصمود مقاتلي حماس وأكثر مما قال المسؤولون
الإسرائيليون.
وأوضحت
في تقرير ترجمته "عربي21" أن اقتحام الشفاء، كان بمثابة الذروة الأولى
للعدوان البري على غزة، والذي بدأ العام الماضي، بعد عملية طوفان الأقصى، ورافقه
مزاعم بشأن وجود مقر قيادة حماس، أسفل المستشفى، وما هو ثبت زيفه لاحقا.
وبعد
ثلاثة أشهر، فإن اقتحام الجيش للمجمع يوم الإثنين هو اعتراف ضمني بأن السيطرة على
الشمال قد أفلتت من يديه.
ولفتت
إلى أنه من الواضح أن حماس، لا تزال ناشطة في مناطق أعلنت إسرائيل إخراجها
منها، والقتال اندلع في حي الزيتون وبيت حانون.
وقالت
الصحيفة، إن هناك ثلاثة أشياء تحدث، الأول، أن حماس، ورغم ما تكبدته من خسائر، لا
تزال تمتلك العدد الكافي من الرجال المسلحين وأنظمة القيادة الوظيفية الكافية لشن
هجمات متفرقة على القوات الإسرائيلية، ويساعدها في ذلك وجود منظومة الأنفاق.
الأمر
الثاني، هو أن إسرائيل سرحت معظم جنود الاحتياط لديها ونقلت وحدات نظامية رئيسة
إلى حدودها الشمالية أو الضفة الغربية المحتلة، حيث إن المرحلة الحالية من هجومها
تركز على استبدال المواجهات العسكرية البرية ذات الكثافة العددية، بقوات قليلة
يقتصر معظمها على ما يسمى بـ "الحصون" على مشارف المراكز السكانية أو
في نقاط استراتيجية مثل تقاطعات الطرق.
وارتبط
قرار تسريح القوات غير النظامية بأسباب اقتصادية وسياسية.
أما
الأمر الثالث، فمرتبط بالحرب التي هي مثل الطبيعة تكره الفراغ. ففي الوقت الذي
يرفض فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مناقشة جدية لخطط واقعية للحكم في غزة بعد
الحرب إلا أنه على ما يبدو يرغب بالفوضى في مساحات واسعة من القطاع بعدما تنهي إسرائيل مهمتها المعلنة وهي
"إنهاء" حماس.
ووصفت
الوضع في غزة بأنه يمر في حالة من الجمود بين الطرفين، فلا الجيش الإسرائيلي
قادر على تحقيق النصر على حماس ولا هي قادرة على وقف العدوان وفي أي وقت قريب.
ومع
أن المواجهات مع حماس قد تؤدي إلى خسائر قليلة للجيش إلا أن الحركة تستطيع تأطير
استمرار مواجهتها كانتصار.
والمشكلة
في رفض نتنياهو الحديث عن اليوم التالي والبحث عن بدائل في عائلات ورجال أعمال لإدارة
القطاع تحت السيادة الإسرائيلية هي أن العائلات لديها جماعات شبه مسلحة ولجان
أحياء أنشأها السكان وبالضرورة حماس، التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007 وأصبحت
بناها الظاهرة والخفية جزءا لا يتجزأ من بنية المجتمع في غزة.
ولم
يفت هذا الوضع حتى أصدقاء إسرائيل، ففي التقييم السنوي للتهديدات الذي قدمته
وكالات الإستخبارات الأمريكية ونشر الأسبوع الماضي توقع مواجهة إسرائيل مراقبة
"متربصة" من حماس ولسنوات عدة وسيواجه الجيش الإسرائيلي صعوبة في تحييد
بنى حماس تحت الأرض، بشكل يسمح للجماعة بالاختفاء في الأنقاق وتجميع الصفوف ثم
مفاجأة القوات الإسرائيلية.