سياسة عربية

كتب عن المثلية الجنسية في معرض كتاب بتونس.. والسلطات "تشعر بالإحراج"

قالت إدارة المعرض إن الأمم المتحدة عبرت عن تفهمها للأمر - (الصفحة الرسمية للمعرض)
سحبت الأمم المتحدة كتيبات مخصصة للإجابة عن أسئلة "الأطفال" المتعلقة بالحياة الجنسية، بما في ذلك العلاقات المثلية، من معرض تونس الدولي للكتاب، بعد أن قالت السلطات إنها "عبرت عن إحراجها من المحتوى".

وقال مدير المعرض، محمد صالح القادري، إن كتيبات الثقافة الجنسية سُحبت من قبل ممثلي صندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي أنتج هذه المادة بالتعاون مع الجمعية التونسية للصحة الإنجابية.

وأضاف القادري: "عبّرنا عن إحراجنا من محتوى هذه المنشورات، وكان ممثلو صندوق الأمم المتحدة للسكان متفهمين، وسحبوها من جناحهم".



ويقدم كتيب "سين وجيم الجنسانية" إجابات عن الأسئلة التي يطرحها المراهقون والأطفال حول الحياة الجنسية، وفقا لتقارير وسائل الإعلام، بما في ذلك العلاقات الجنسية المثلية.

وتجرّم المادة 230 من قانون العقوبات التونسي العلاقات الجنسية المثلية بالتراضي، التي تصل عقوبتها إلى السجن ثلاث سنوات.

كذلك، تسمح للسلطات بإجراء فحوص شرجية للأفراد، وهي ممارسة انتقدتها بشدة لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة.

وهذا التشريع، الذي يعود تاريخه إلى حقبة الاستعمار الفرنسي، لا يزال ساري المفعول منذ حصول تونس على الاستقلال عام 1956، على الرغم من دعوات منظمات المجتمع المدني لإلغائه.

وفي عام 2022، اتهم الاتحاد الإسلامي الدولي للمحامين، فرع تونس، جامعة تونسية بالترويج للمثلية الجنسية في البلاد، بعد تنظيمها ملتقى تحدثت فيه عن الموضوع.

وقال الاتحاد في بيان له على صفحته على فيسبوك، إن كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية، افتتحت العام الدراسي الجديد بتنظيم ملتقى علمي ثقافي، تم خلاله إلقاء مرافعات تدعو إلى التطبيع مع المثلية الجنسية، ونزع التجريم عنها، متهما إياها بتخريب الأسرة والمجتمع.

وقبل أعوام، أثارت استضافة شاب مثلي الجنس ببرنامج على قناة "الحوار التونسي"، جدلا كبيرا بين فنانين وإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بتونس، حيث طالب كثيرون منهم بمقاطعة القناة "التي تروج للفحشاء"، بحسب تعبيرهم، فيما دافع آخرون عن المثلية الجنسية.



واستضاف برنامج "كلام الناس" على "الحوار التونسي"، أحد الشبان المثليين، إلى جانب الإعلامي لطفي العماري، والقيادي بنداء تونس الطاهر بن حسين، والفنان وليد التونسي، والباحث والمفكر الإسلامي محمد بن حمودة، وغيرهم.

وفيما دار نقاش طويل بين الشاب، الذي عبّر عن فخره واعتزازه بنفسه، وبين الباحث الإسلامي، دافع الطاهر بن حسين بشدة عن المثلية الجنسية، معبرا عن مساندته المطلقة لجمعية "شمس" للمثليين.

ودافع الإعلامي لطفي العماري، والممثلة رأفة عيادي، عن المثلية الجنسية.

بدوره، دافع الممثل المسرحي محمد رجا فرحات عن المثلية في برنامجه على إذاعة "كاب إف إم"، قائلا: "الفنان التونسي الراحل علي الرياحي مثلي، ومحمد الصادق باشا باي، الذي حكم تونس أواخر القرن التاسع عشر، مثلي".