أثار اعتداء شرطيين
إسرائيليين بالضرب على جندي إسرائيلي من أصل إثيوبي؛ تساؤلات حول انسجام بنية المجتمع الإسرائيلي، وإمكانية
تفككه من الداخل.
وقال المفوض العام لشرطة الاحتلال يوحنان دانين، أمس الثلاثاء، إن الاعتداء وقع في شارع حولون بالقرب من "تل أبيب"، عندما حاول جندي إسرائيلي إثيوبي عبور الطريق بدراجته خلال قيام أفراد من الشرطة الإسرائيلية بـ"فحص جسم مشبوه، فتعرض له شرطيان بالضرب المبرح، دون أن يبادر الجندي الإسرائيلي بأي عنف".
ووصف دانين الاعتداء بأنه "حادث خطير بكل المقاييس"، موضحا أنه لا يوجد "سبب واضح للاعتداء على الجندي من قبل الشرطة".
وأضاف أنه "تم تعليق عمل الضابط المعتدي فورا، حيث تم فتح تحقيق في حادثة الاعتداء"، مؤكدا أن من يقوم بذلك "لا مكان له في الشرطة الإسرائيلية".
ووفقا للشرطة الإسرائيلية؛ فقد بلغ عدد القضايا المفتوحة ضد أفراد وضباط ينتمون لشرطة الاحتلال خلال الفترة المنصرمة من عام 2015، قرابة 450 ملف اعتداء، مقابل 1200 قضية خلال العام الماضي.
تفكك
وقال المختص في الشأن الصهيوني، ناجي البطة، إن حادثة الاعتداء تدل على "عدم وجود انسجام بين أذرع الأمن الإسرائيلية المختلفة"، موضحا أن "منظومة الاحتلال الأمنية والعسكرية تعتبر أن الجيش هو رقم واحد في الأهمية، ثم تليه الشرطة".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "الصراعات من هذا النوع تدل على أن مظاهر التفكك في نسيج المجتمع الإسرائيلي باتت واضحة"، مشيرا إلى ما وصفه بـ"تفكك المنظومة الأمنية، التي من المفترض أن تحمي هذا النسيج".
وأوضح أن "المجتمع الإسرائيلي مجتمع متناقضات، ويعاني من صراعات داخلية لم تنفجر بعد؛ لأن النجاحات التي يحققها الاحتلال تغطي على تلك التناقضات"، متابعا: "حين يصل هذا المجتمع لحالة من الفشل؛ تظهر تلك الصراعات جلية بين الشرطة والجيش الإسرائيلي".
مجتمع عنصري
من جانبه؛ قال المختص في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، إن حادثة الاعتداء على جندي إسرائيلي من أصل إثيوبي "دليل على أن المجتمع الإسرائيلي عنصري بحق نفسه".
وأشار جعارة في حديثه لـ"
عربي21" إلى ما عرف بـ"
فضيحة الدم، التي عصفت بالمجتمع الإسرائيلي؛ حينما أخذت وحدات دم من جنود إثيوبيين كانوا يخدمون في جيش الاحتلال، وألقيت في القمامة".
وتابع: "حينها؛ ذهلت عضو الكنيست الإثيوبية بنينا تامانو شاتا - وهي مقاومة التمييز بحق الإثيوبيين في (إسرائيل) - عندما ذهبت للتبرع بالدم بتاريخ 12 كانون أول/ ديسمبر 2013، وعلمت أنها ممنوعة من التبرع بدمها؛ لأنها من أصول أثيوبية".
وأضاف أن "اليهود الأثيوبيين (الفلاشا) ما زالوا غير مستوعبين لدى دولة الاحتلال، كغيرهم من المهاجرين؛ أمثال اليهود القادمين من أوروبا أو روسيا، وما زالوا يعيشون في كرفانات (بيوت مؤقتة)، ومعسكرات الاستيعاب، دون النظر إليهم بعين المساواة".
وزاد: "هناك الكثير من الشواهد على
عنصرية المجتمع الإسرائيلي، ومنها أنه لا يقبل التحاق الطلاب أو الطالبات من اليهود الشرقيين؛ في مدارس اليهود الغربيين".
وأكد جعارة أن "النظرة الاستعلائية بين اليهود بعضهم بعضا؛ ثابتة بحق الأشكناز (يهود شرق أوروبا وروسيا) ضد السفارديم (يهود إسبانيا والبرتغال)، وبحق اليهود الإثيوبيين، وكذلك العرب، وكذلك بحق الدروز الذين يقومون بواجبات أمنية لصالح الاحتلال".
واستبعد أن تكون لتلك الحوادث أي انعكاسات على ولاء الجنود من مختلف الطوائف اليهودية للجيش الإسرائيلي، "لأن الإسرائيليين يطاردون تلك الفضائح والحوادث من أجل صيانة مجتمعهم من التفكك".
وبحسب جعارة؛ فإن الكثير من "الفضائح والمشاكل" تعصف بمنظومتي الجيش والشرطة الإسرائيليين، والتي كشف آخرها بتاريخ أمس الثلاثاء، حينما كشفت المجندة "ماي فاتال" عن تصرفات "غير لائقة" بحقها من قبل قائد كبير في جيش الاحتلال؛ يدعى ليران حجبي، ما أدى إلى طرده من الجيش.