قال موقع "جنوبية" اللبناني إن السبب الحقيقي وراء تأخر الاتفاق النووي
الإيراني، هو "التوازنات الحساسة بين داعش وحزب الله التي ترسمها واشنطن في المنطقة"، إذ إن الاتفاق هو بداية رسم الشرق الأوسط الجديد.
وأكد الموقع، اللبناني الشيعي المعارض لحزب الله، أن عقدة الخلافات هي ما أسماه "الهلال الإيراني"، موضحا إياه، بالقول إنه "حدود مصالح إيران الحيوية في كلٍ من الخليج العربي ومصر والعراق وسوريا وصولا إلى لبنان"، نافيا أن تكون "النوويات" هي العائق أمام اتفاق واشنطن - طهران، معتبرا أن الخلافات المعلنة حول الصواريخ البالستية وعمليات التفتيش والبرمجة النووية هي "رأس جبل الخلافات مع الشيطان الأكبر"، على حد قوله.
وتابع الموقع بالقول بأن "النقطة السّاخنة هي أمن الاحتلال الإسرائيلي، والاعتراف الضمني به"، مشيرا إلى أن الأسئلة التي تمنع الاتفاق هي: "من يضمن أمن المفاعلات الإيرانية؟ ومن يمنع الاحتلال الغادر والقوي من تكرار تجربة تدمير مفاعل تمّوز العراقي (1980)؟ وما هي حدود التعاون الأمريكي – الإيراني لمحاربة الإرهاب؟ خصوصا مع قبول إيران بذلك، عبر إعلانها عن ضرورة قيام “شراكة حتميّة” ضد داعش، وما هي معايير الإرهاب؟ وما هي حدود الدور الإيراني المرسوم في الشرق الأوسط الجديد؟"، على حد قوله.
وأوضح الموقع أن "إيران لا تمانع في الشراكة الندية"، مشيرا إلى أن واشنطن لن تخاطر بتسمية طهران شريكا، بل هي عنصر حيويّ من "سيبة الشرق الجديد" كمشروع أمريكي، خصوصا وأن إسرائيل شريك مضارب وأساسي لإيران وتركيا، على حد قوله.
وقال الموقع إن الاتفاق النووي سيوقع بين الطرفين، لكن بضوابط ترضى عنها تل أبيب، مشيرا إلى أن الأسباب الرئيسية لتأخير الاتفاق هي: "عدم رغبة واشنطن برفع العقوبات عن طهران، وبالتالي تمكينها من التحكم بـ(لعبة الموت في الحرب السورية) - كما أسماه الموقع - ، والتخلص من الكل، وفي مقدمتهم حزب الله وداعش".
وأضاف أن من الأسباب كذلك "تكريس إسرائيل قوة ضاربة ودولة عصرية متفوقة بين دويلات فاشلة وممزقة مذهبيا وإثنيا وعشائريا، مما يستنزف إيران على المدى البعيد بصراعات"، موضحا أن ذلك يمكن واشنطن وتل أبيب من إدارة ملفات المنطقة بحسب قاعدة "توريط الكل ودعم الكل".
واختتم الموقع تقريره بالقول إن واشنطن "وازنت بين أطراف الصراعات المفتوحة، فطائرات التحالف تقصف داعش في عراق إيران برضاهما، وتقصف دواعش سوريا الأسد برضاها أيضا، وترفض في الوقت عينه دخول أنقرة لتصفية داعش وتدمير النظام السوري أو استحداث منطقة حذر آمنة، وتسكت واشنطن في الوقت نفسه عن دخول ميليشيا حزب الله، مع العلم أنها تعتبر الحزب المذكور منظمة إرهابية"، على حد قوله.