فنون منوعة

توقعات بعاصفة جدل في أول عرض لفيلم "محمد" بمونتريال

الأزهر أبدى اعتراضه على تجسيد الأنبياء والرسل في الأعمال الدرامية والفنية ـ فيلم "محمد"
قالت صحيفة الشروق المصرية إن حالة من الترقب تسود لتبعات اختيار مهرجان مونتريال السينمائي الدولي في كندا الفيلم الإيراني "محمد" ليكون عرض الافتتاح، وهو أول فيلم يجسد شخصية النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، على الشاشة.

ونوهت الشروق إلى أن ثمة توقعات بحالة من الجدل عقب عرض الفيلم في المهرجان بدورته التاسعة والثلاثين، والمقرر إقامتها من 27 آب/ أغسطس إلى 7 أيلول/ سبتمبر.

وأشارت إلى أنه من المقرر أن يحضر العرض العالمي الأول للفيلم مخرجه مجيد مجيدي، وأبطاله والمشاركون فيه من الفنيين في احتفال كبير بميدان الفنون بالمدينة الكندية.

ويتناول الفيلم الفترة التي ولد فيها الرسول محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ في عام الفيل، ثم طفولته في مكة المكرمة، حيث يبدأ الفيلم بهجوم جيش أبرهة الأشرم على مكة لتدمير الكعبة الشريفة، بحسب الشروق.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفيلم تم تصويره في عدة مدن إيرانية بالإضافة إلى تصوير بعضها في أفريقيا، وألمانيا، وتبلغ مدته 171 دقيقة، ويعتبر أكبر إنتاج في تاريخ السينما الإيرانية، حيث تجاوزت تكاليفه 50 مليون دولار، وشهد بناء نموذج كامل لمدينة مكة بما فيها الكعبة، واستغرق إنتاجه خمس سنوات، وقام بتصويره فيتوريوسترارو، أحد أكبر مديري التصوير في العالم، الفائز بالأوسكار الأمريكي ثلاث مرات، وقد تعاون مع كبار مخرجي العالم مثل برناردو برتولوتشي وكارلوس ساورا وفرانسيس فورد كوبولا.

وصرح مجيد مجيدي مخرج الفيلم، بأن العمل سيقود إلى المزيد من الوحدة والتكاتف في العالم الإسلامي، وأنه لا أساس لما قيل بشأن إظهار وجه النبي الأكرم، وقال إنه منذ البداية لم تكن لدينا نية بإظهار وجه النبي مهما كانت الظروف احتراما لمشاعر المسلمين، وفقا لصحيفة الشروق.

وأكد أن الفيلم لا يحتوي على خلافات بين وجهات نظر الشيعة والسنة.

إيران أنتجت الفيلم رغم رفض العلماء

من الجدير بالذكر، أنه وعلى الرغم من الجدل الذي أثارته إيران برغبتها إنتاج فيلم سينمائي يجسد شخصية النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- ورفض العديد من العلماء للعمل فإنها أكملت إنتاج العمل رغم الرفض.

ونظمت الجهات القائمة على الفيلم جولة للصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء على موقع التصوير في مدينة نور السينمائية، حيث أظهرت الصور بناء ما يشبه القرية التي تحاكي مكة المكرمة بالإضافة إلى مجسم يحاكي الكعبة المشرفة.

وأشرف على جولة الصحفيين مخرج العمل مجيد مجيدي، ورئيس المنظمة السينمائية في إيران حجة الله أيوبي، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.

وكان مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، هاجم الفيلم الذي تنوي إيران إنتاجه عن شخصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وأكد الجوزو أن إقدام إيران على هذه الخطوة "يعيدنا إلى عصور الوثنية التي كانت تدين بها إيران قبل الإسلام".

وشدد الجوزو على أن هذا الأمر محرم شرعا، لما لأهمية شخصية النبي - عليه السلام - واحترامها وتوقيرها وتعظيمها عند المسلمين، ولا يمكن لأي شخص مهما كان أن يمثّل دوره.

وانتقد تجربة لبنان بمحاولة تصوير فيلم عن النبي يوسف ـ عليه السلام ـ مؤكدا أنها تجربة فاشلة؛ حيث "أزرت هذه التجربة بشخصية هذا النبي، ولم تستطع أن تعبر عن حقيقة ما كانت عليه تلك الشخصية".

وأضاف أن "السينما تحتاج إلى إبراز أبطالها بأسلوب معين، ولا يمكن لها أن تتصرف في حوادث التاريخ التي رافقت تلك المرحلة التي عاشها هذا النبي أو ذاك، وقد ظهر ذلك واضحا في فيلم يوسف عليه السلام".

وأشار إلى أن الإسلام يحترم جميع الأشخاص الذين لعبوا دورا فاعلا في الدفاع عن العقيدة الإسلامية، والجهاد في سبيلها، والالتفاف حول الرسول - عليه السلام - ونصرته ومحبته، والاستشهاد في سبيل الدفاع عن رسالته. 

ورفض محاولات من أسماهم "الفرس"، ويقصد الإيرانيين، طمس هذا التاريخ العريض، واختصاره على أشخاص معدودين من آل البيت، "جعلوا القرآن يدور حولهم وحول شخصياتهم، دون النظر إلى التأويلات المغرقة في البعد عن أهداف الرسالة الأولى، وأهمها التوحيد وعدم الإشراك بالله، فقدسوا الأشخاص وتركوا حقيقة الرسالة".

يذكر أن الأزهر الشريف كان قد أبدى اعتراضه على تجسيد الأنبياء والرسل في الأعمال الدرامية والفنية؛ وذلك لمكانتهم التي لا ينبغي أن تمس بأي صورة في الوجدان الديني.
 
ويعتبر الأزهر أن تجسيد شخصياتهم في هذه الأعمال يعد انتقاصا من هذه المكانة الروحية التي يجب الحفاظ عليها، كما أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، كان قد أفتى بأن التجسيد محرم تماما.
 
وكانت "الهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم" في السعودية قد أصدرت بيانا تناولت فيه الفيلم، فاعتبرت أن ذلك عمل منكر وشنيع وفيه انتقاص لمكانة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم، لافتة إلى أن الحكومة الإيرانية مسؤولة عن "مواجهة هذه الإساءة".