أصدر رئيس الانقلاب
المصري عبد الفتاح
السيسي الأربعاء، عفوا عن مئة من الشباب بينهم صحفيا الجزيرة محمد فهمي وباهر محمد و16 ناشطة من المدافعات عن الديموقراطية، خصوصا يارا سلام وسناء سيف، بحسب بيان رسمي لرئاسة الجمهورية.
ويأتي هذا القرار قبل ساعات من مغادرة السيسي الخميس، إلى نيويورك حيث سيشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ويلقي بيان مصر أمامها.
وأكد بيان الرئاسة أن السيسي أصدر "قرارا جمهوريا بالعفو عن مئة من الشباب الصادر بحقهم أحكام نهائية بالحبس في قضايا تتعلق بخرق قانون التظاهر أو التعدي على قوات الشرطة، فضلاً عن عدد من الحالات المرضية والإنسانية".
وأكد البيان أن "من بين أبرز الأسماء التي تضمنها القرار الجمهوري، محمد فهمي وباهر محمد، المتهمان في القضية المعروفة بـ(خلية الماريوت)، بالإضافة إلى الناشط السياسي عمر حاذق، والناشط السياسي بيتر جلال يوسف، والناشطة السياسية سناء سيف، والناشطة السياسية يارا سلام".
ويعد المائة شاب الذي أفرج عنهم السيسي، جزءا يسيرا من عشرات الآلاف الذين يقبعون في السجون ويتعرضون لتعذيب بشكل مستمر.
وكانت منظمة العفو الدولية نشرت تقريرا في حزيران/ يونيو الماضي قالت فيه إن السلطات المصرية تشن هجمة متواصلة على النشطاء الشبان في محاولة سافرة لقمع روح أشجع العقول الشابة في البلاد وأكثرها تألقا، والقضاء على أي تهديد مستقبلي لحكمها في مهده.
وقالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، حسيبة حاج صحراوي: "بعد عامين على عزل الرئيس محمد مرسي، أفسحت الاحتجاجات الحاشدة المجال لعمليات قبض جماعي، وباستهداف نشطاء مصر الشبان بلا هوادة، تقمع السلطات أمل جيل كامل في مستقبل أكثر إشراقا".
وأوضحت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أن قرار العفو يشمل 33 من المدانين في قضية خرق قانون التظاهر بتنظيم مسيرة أمام قصر الاتحادية الرئاسي مطلع العام 2014 ومنهم يارا سلام وسناء سيف و18 من المدانين في قضية خرق قانون التظاهرة بتنظيم تجمع أمام مجلس الشورى في العام نفسه، احتجاجا على بند في الدستور يبيح محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري.
وشمل قرار العفو: المدانين في قضية التعدي على قوات الشرطة في وسط الإسكندرية (شمالا) في العام 2013، ومن بينهم الناشط السياسي عمر حاذق وقضية صحفيي الجزيرة التي تشمل الصحفي الأسترالي بيتر غريست الذي سبق ترحيله إلى بلاده والصحفي محمد فهمي الذي تنازل عن جنسيته المصرية واحتفظ بالكندية، والصحفي المصري باهر محمد.
يذكر أن السيسي قام في الثالث من تموز/ يوليو من العام 2013 بانقلاب عسكري، أطاح بأول رئيس مدني لمصر محمد مرسي، وألحقه بقتل الآلاف من مؤيديه الذين كانوا قد اعتصموا بميداني رابعة والنهضة، فيما اعتقلت عشرات الآلاف وعذبتهم في سجونها.
وكانت منظمات حقوقية دولية شجبت الانتهاكات التي تمارسها السلطات المصرية بحق معارضيها في السجون ومقار الاحتجاز.
ووثقت التقارير تعرض كثير من المعتقلين للتعذيب بالضرب المبرح والصعق بالكهرباء والاغتصاب والتحرش، إضافة إلى الحرمان من العلاج.
وأدانت منظمة الائتلاف الأوروبي لحقوق الإنسان قبل أشهر ما يتعرض له المعارضون السياسيون في مصر من تعذيب وتنكيل وقتل متعمد.