تصاعدت سقوف تصريحات المسؤولين الأتراك حيال
أوروبا، قبيل أيام من التصويت على
الاستفتاء.
ويواصل الرئيس التركي رجب طبيب
أردوغان التحشيد الشعبي للتصويت بنعم، مهددا في ذات الوقت بمفاجآت ستواجهها "القارة العجوز" بعد تمرير الاستفتاء.
والخميس قال في خطاب له في ولاية باليكسير: "لم يعد لأوروبا ما تقوله للعالم، فنحن أمام قارة مهترئة من جميع النواحي"، وأضاف: "بصراحة مطلقة، إن أوروبا اليوم باتت موطنا للضغوط والعنف والنازية، لا مركزا للحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية".
وتابع الرئيس التركي قائلا: "الأحزاب المتطرفة تتلاعب بالقادة الأوروبيين كما تشاء"، وشدد على أن "أوروبا حطّمت كل القيم التي كانت تدعو إليها منذ مئات السنين، ووصلت إلى مرحلة الانهيار، وستدفع ثمن ممارساتها باهظا".
اقرأ أيضا: أردوغان يجدد هجومه الحاد على أوروبا.. ماذا قال؟
من جهته أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده ستعرض اقتراحا أخيرا للاتحاد الأوروبي حول اتفاق الهجرة، خاصة فيما يتعلق برفع تأشيرة الدخول عن مواطنيها إلى منطقة شنغن.
وقال جاويش أوغلو: "بعد 16 نيسان/ أبريل سنعرض على الاتحاد الأوروبي اقتراحنا الأخير، وسنعلن للرأي العام الخطوات التي سنقدم عليها بعد ذلك".
تسريع اتخاذ القرارات
ويرى مختصون أن
تركيا تحوز أوراقا عديدة تجعلها قوية في مواجهة أوروبا، أبرزها ورقتا "اللاجئين السوريين"، و"النظام الرئاسي" الذي يتوقع إقراره حسب استطلاعات الرأي.
وقال الصحفي المتخصص في الشأن التركي إبراهيم بوعزيزي أن تركيا يمكنها استخدام ورقة "اللاجئين" من أجل الضغط على الاتحاد الأوروبي وتفعيل مباحثات العضوية في الاتحاد.
وأضاف بوعزيزي لـ"
عربي21": "بعد فشل اليمين المتطرف في هولندا، لن يلجأ الاتحاد الأوروبي للتصعيد، فتركيا ستكون في موقف أقوى من ذي قبل حال التصويت بنعم على الاستفتاء الذي سيفرز بدوره نظاما سياسيا قويا في البلاد".
واعتبر أن من شأن النظام الرئاسي الجديد تسريع اتخاذ القرارات وتوسيع رقعة المناورة، خاصة فيما يتعلق بالقضايا العالقة، لاسيما استكمال اتفاق الهجرة، ومطالب أوروبا بإحداث بعض الإصلاحات في النظام والقوانين التركية.
وأشار في هذا الصدد إلى أن الإصلاحات المطلوبة من تركيا كانت تأخذ في الماضي وقتا طويلا لتنفيذها بفعل الإجراءات البيروقراطية للنظام الحالي، لكن حال الاستفتاء بنعم على الدستور، فإن النظام الرئاسي سيكون أسرع في اتخاذ القرارات، والاستجابة لشروط الانضمام للاتحاد الأوروبي.
ليست سحابة صيف
من جهته اعتبر المحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا أن الأزمة بين تركيا والدول الأوروبية ليست سحابة صيف، وليست متعلقة بالاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية في تركيا فقط بل الأزمة بين أنقرة وعواصم أوروبية أعمق من ذلك بكثير.
وتوقع ياشا في مقال نشرته "
عربي21" استمرار الأزمة حتى بعد منتصف الشهر المقبل، "كونها متعلقة بانتشار العنصرية وصعود اليمين المتطرف في أنحاء أوروبا، وتوجه القارة العجوز نحو العودة إلى جذورها الصليبية".
اقرأ أيضا: أردوغان بأعنف تصعيد ضد أوروبا: تحالف صليبي.. ولهذا تغضبون
وحول سياسة تصعيد الخطاب التركي مع أوروبا؛ لفت المحلل السياسي إلى أن "أردوغان لا يغامر ولا يحب المغامرة، ولكنه يحب التحدي المدروس، كما يحب الصراحة والمكاشفة، بدلا من اللجوء إلى المجاملة واللغة الدبلوماسية".
وقال ياشا إن اللغة الجديدة التي يستخدمها رئيس الجمهورية التركي؛ قد تشكل بداية لتقييم أنقرة لموقفها من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتبنيها لإستراتيجية جديدة لتتوجه نحو تعزيز علاقاتها الثنائية مع بعض الدول الأوروبية، مثل بريطانيا، بدلا من أن تنتظر أمام العتبة.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي توصلا في 18 آذار/ مارس 2016 في العاصمة البلجيكية بروكسل إلى ثلاث اتفاقيات مرتبطة ببعضها البعض حول الهجرة، وإعادة قبول اللاجئين، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.
والتزمت أنقرة بما يتوجب عليها بخصوص الاتفاقين الأولين في حين لا يزال الاتحاد الأوروبي لم يقم بما يتوجب عليه بخصوص إلغاء التأشيرة.