لقد شعر كل زعيم إسلامي بالإهانة بعد قرار ترامب، وعليهم أن يردوا في الحال على هذه الصفعة لدولهم وشعوبهم، ولأمة يزيد تعدادها على مليار ونصف المليار نسمة.
خريطة التحالفات والاصطفافات الإقليمية في طور التبدل والتحوّل على وقع تطورين رئيسيين؛ التسوية المقبلة في سورية، والأزمة المتفاقمة بين دول خليجية من جهة وقطر..
حتى الآن تتجنب مصر المواجهة مع السياسة السعودية رغم الفتور الواضح في علاقات البلدين. لكن من غير الواضح إن كانت القاهرة ستسلم بالوضع القائم على المدى الطويل.
أزمتان تواجهان دول الخليج لا يبدو في الأفق حل لهما. قبل يومين اجتمع ممثلون لدول التحالف العربي في الرياض، وصدر عن الاجتماع ما يشبه الإقرار علنا بفشل جهود الحل السياسي في اليمن، المنقسمة على نفسها والغارقة في وحل الصراعات بين القوى الإقليمية النافذة.
في الصراع المحتدم داخل البيت الخليجي، تبرز ظاهرة في غاية الخطورة، وهي تصنيع معارضة داخل الدول؛ للضغط على الأنظمة، وإجبارها على تقديم تنازلات، أو تأليب الرأي العام ضدها، والتحريض على إسقاطها.
الأردن يرغب من اتفاق عمان لوقف إطلاق النار التأسيس لحالة من الاستقرار تسمح مستقبلا بفتح المعابر الحدودية بين البلدين واستئناف حركة التجارة. لكن خطوات كهذه لا تبدو وشيكة أبدا، فهى نتاج لتطورات لم تنضج بعد وتتطلب مقاربات أمنية وسياسية واقتصادية ماتزال غير قائمة حاليا.
أغلب التقديرات تفيد بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفضت يدها من الحل العسكري في سوريا. وتستند هذه التقديرات لثلاثة تطورات مهمة. الأول الاتفاق الأمريكي الروسي على إقامة مناطق خفض التوتر في سوريا وإدامتها ميدانيا.
بالنسبة للدول الأربع، فإن استمرار الأزمة دون حسم يضعف موقفها مع مرور الوقت، الأمر الذي قد يدفع بها إلى الاندفاع بخطوات غير متوقعة لاستعجال الفوز في المبارزة المفتوحة.
الولايات المتحدة تعزز نفوذها في سوريا، هذا واضح، بخاصة بعد تسلم دونالد ترامب السلطة، لكنها كما صرح وزير دفاعها بالأمس، لا تخطط لتوسيع وجودها العسكري هناك، وهي بالتأكيد لا تخطط لغزو سوريا؛ لأن النتيجة ستكون مماثلة لما آلت إليه الأوضاع في العراق بعد الاحتلال الأمريكي.
العالم الافتراضي للبشرية بات بخطورة العالم الواقعي؛ حروب واسلحة مدمرة، شبكات تنهار بفعل الأسلحة الفيروسية، ومصالح تضيع ودول عملاقة يمكن أن تتحول برمشة عين إلى كيانات هشة غير قادرة على حماية نفسها، أو الدفاع عن مصالح شعوبها.
بحلول الرابع من الشهر المقبل يفترض أن تكون الأطراف الضامنة؛ روسيا وتركيا وإيران، قد أنجزت الخرائط التفصيلية لمناطق تخفيف التوتر والمناطق الأمنية في سوريا، حسب ما نص عليه اتفاق آستانا الأخير، إضافة إلى مسودة مشروع العمل المشترك.
إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الذي طوى أسبوعه الأول نموذج أصيل لهذا النوع من المقاومة، التي تعيد الصراع إلى مربعه الأول؛ أسرى يمثلون ضمير شعبهم في سجون جيش احتلال لاسند دوليا ولا أخلاقيا لسجونه ومحاكمه.
على هذا المنوال سنتحول في خلال عقد من الزمن إلى أمة من اللاجئين والمشردين. حسب أحدث تقرير للمنظمة الأممية لشؤون اللاجئين، أكثر من نصف اللاجئين في العالم من العرب والمسلمين، 37 % منهم سوريون وصوماليون.