سيف الدين عبد الفتاح يكتب: الجمهورية الجديدة في حقيقة أمرها قامت على سياسات الإفقار والجباية والطغيان وصناعة الخوف، بما يسلس قيادته واستعباده، بينما الرؤية القرآنية ترى الإنسان ثروة وثورة؛ تحقق لهذا البلد تقدما ونهوضا، إذا ما تم النظر إليه باعتباره قيمة نوعية كما نظر له القرآن استخلافا وعمرانا وكرامة
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: لم يسلم من هذا النظام أحد أو شيء أو رمز أو فكرة أو مجال، فهذا النظام لا يتوقف عن القتل العمدي ماديا كان أو معنويا على مدار أيامه وسنينه، وكأن التخريب لديه صار سياسات واستراتيجية، لا يتوانى عن استخدام كل ما يلزم لتحقيقها؛ فهو يهدم القبور والآثار التاريخية لطمس الذاكرة وقتلها، ويمارس ما يمكن أن يسمى التطهير العرقي بأثر رجعي لمصر وتاريخها؛ بطمس ذاكرتها وتشويه ما تبقى منها، ويبني السجون لقتل الأحياء واعتقالهم واختطافهم والتحكم في إرادتهم، ويبني الكباري باعتبارها سبوبة الفساد الكبرى التي لا تنتهي
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: المتأمل لحال مصر ومكانتها بين الأمم يكتشف مستوى التراجع الذي تعيشه على كافة المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، من قبل مسؤوليها الحاليين الذين لم يتورعوا عن المتاجرة باسمها، والعمل على الاستفادة المالية الشخصية دون حدود أو قيود، فلا يشغلهم إلا حماية عصابتهم وتأمين عصبتهم ورعاية عصبيتهم وتمكين عصابتهم
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: قضية الطائرة المصرية في زامبيا هي بمثابة قمة جبل الجليد العائم، ففي الوقت الذي تم الكشف فيه عن هذه الجريمة كانت هناك العديد من الأخبار التي ترصد عمليات النهب المستمر، ولكن لنحاج هذه المنظومة في تأميم وتكميم الإعلام وتعتيمه لم تكن هناك أي فرصة لأن نعرف حقيقة هذه الأخبار ومصداقيتها.
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: علينا أن نذكر ليس فقط اغتيال وإهدار الدماء في رابعة وحرق الجثث، بل أخطر ما في الحدث ذاته هي محاولة تلك المنظومة والجمهورية الجديدة المزعومة اغتيال الحدث ذاته؛ نعم اغتيال الحدث مع سبق إصرار وترصد في سياق استراتيجية طمس الحدث
في إطار رصدنا لسمات وملامح وخصائص الجمهورية الجديدة المزعومة في مصر، فإن الأمر يستحق منا الوقوف على جملة من السياسات والآليات وتشريحها بما يشكل التعرف على هذه الجمهورية الجديدة التي مهد لها منذ أحداث الثلاثين من يونيو والتي تجد كل ما يتعلق بأحوالها ومسارها ومسيرتها في استمرارية أساليب النظم المستبدة والتي اتخذت منها طبعة خاصة فيما يتعلق بجمهورية "السيسي" الجديدة،
تقتات منظومة الثالث من يوليو على سردية مركزية تنسج من خلالها صورتها وترتكز عليها في الحكم والسياسة في الداخل والخارج؛ مفادها أن "رئيس هذه المنظومة لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، وأن المشكلات والأزمات التي تمر بها مصر يقف وراءها من هم خارج المنظومة، الذين يتمنون الفشل ويعملون لإفشال مصر".
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: مفهوم التفويض مرتبط بتلويح المستبد بشكل دائم بالفوضى، فهو إن صح هذا التعبير والجمع بينهما يمكن أن نطلق عليه "تفويض الفوضى". ورغم أنها مسألة نظامية أو تنظيمية إلا أنه يستخدم ذلك في إطار ما يمكن تسميته بـ"شرعنة النظام"..
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: تجاوزات الأجهزة الأمنية والعسكر ليست أحداثا شاردة أو مواقف استثنائية فريدة؛ ولكنها في حقيقة الأمر تؤشر كدالة على عقلية هذا النظام التي صارت هذه الأفكار مركزية في منظومته وبنيته، ذلك أن هذا النظام قد قام على تلك القواعد وهذه السياسات ومن بينها تلك التي تتعلق بالتخويف والترويع..
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: التزوير في عهد السيسي هو تزوير حياة مجتمع بأسره، حيث استطاع أن يحوّل عملية التزييف والتزوير إلى ثقافة، واعتياد شعبي وجماهيري ومؤسسي.. هكذا عمدت الدولة لكي تحمي فسادها واستبدادها وتحافظ على استمراره؛ إلى نشر وتعميم التزوير..
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: قد يكون هذا مفهوما إذا ما تذكرنا المشهد التأسيسي لقائد منظومة الثالث من يوليو وحديثه المباشر والمنشور لقيادات و"عناصر" القوات المسلحة المصرية لتشجيعهم على القتل والسحل للمصريين من خلال وعدهم بعدم الحساب..
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: مشهد خطير اجتمع فيه السَحَرة؛ سحرة الأكاديميا والإعلام، وسحرة الدين الزائف، وكل منهم يريد ويبتغي أجرا من فرعون، هؤلاء الذين حاولوا أن يضلوا البشر ويفتنوهم ويسحروهم من خلال ما يملكون من أدوات يحتالون بها على الناس..
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: طائفة من المبررين، والمروجين، وبائعي الوهم والتخدير. وهي وظائف يقوم بها هؤلاء على نحو خطير خاصة حينما يلبسونها بآيات وأحاديث، وأحكام ومواقف، إلا أنه في حقيقة الأمر أن بعض هؤلاء يقوم بصورة فجة وفاضحة بخطاب تحريضي يكرس صناعة الكراهية ويؤسس لكل ما يتعلق بتأليه المستبد والطاغية؛ الذي في عرفهم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: ما الذي تسبب في هذه الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر في الوقت الراهن؟ ومع التأكيد على أن هناك العديد من الأسباب المسؤولة عن هذه الأزمة، إلا أن أبرزها وأهمها هو موضوع القروض بشقيها الداخلية والخارجية
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: أحد المشهدين يعبر عن السياسة الداخلية، والآخر يختص بالسياسة الخارجية والإقليمية، هذه المنظومة تُسرف في إحكام قبضة محاصرة الداخل، وتفرّط وتنسحب وبشكل شبه كامل من ملفات الخارج سواء تعلق الأمر بموارد أو حقوق أو حدود..
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: كانت الانتخابات التركية ساحة ومساحة لاستعراضها، وكيف ساهمت الإنجازات الحقيقية في استمرار من يبشّر بالمئوية في منصبه، خاصة وأنها حقيقية ومعبّرة عن الناس ولصالحهم وتقوم بها شركات مدنية محترفة، وهي بعيدة عن "بيزنس العسكر في مصر"