عالم الفضائيات لا سيما الإخبارية، غدا عالم ضوضاء بل في نظر البعض طائر شؤم ناعق وهي تسرع جامحة لنقل كل أخبار سلبية، فكأنما هي تقرع طبول الفرح الهستيري..
في خضم الصراع الروسي الأمريكي حول أوكرانيا وتصاعد حدة الحرب الكلامية والحرب أولها كلام، يبرز سؤالٌ حول طبيعة وأدوات صراع الكبار، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار وجود طرف آخر في مواجهة الولايات المتحدة بجانب روسيا ألا وهو الصين..
مسار وطبيعة حياتنا المعاصرة تؤكد أن الإعلام أضحى لجاما للناس ويمثل مرجعية ثقافية، وسياسية واجتماعية، وحتى دينية في بعض الأحيان. وأصبحت أعناقنا للآلة الإعلامية خاضعة بل ومستكينة، في ظل تعهدها بوظائف حيويّة مثل بث ونشر وتعميم المعلومات، والثقافة، والأخبار، الأمر الذي أعطاها قوةً وتحكما يصل حد السيطرة
أظهرت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاستعلائية في حق الجزائر وشعبها أن الروح الاستعمارية للمسؤولين الفرنسيين لم تزل متمكنة ولم تتزحزح قيد أنملة مما كانت عليه في الفترة الاستعمارية 1830–1962، فقد ادّعى ماكرون في بوح جهير، عدم وجود أمة جزائرية قبل حقبة استعمار بلاده للجزائر. وفي تناقض مدهش في ذات الوقت قال ماكرون إنه "كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي" للجزائر، في إشارة إلى الوجود العثماني 1514- 1830، فهل "استعمر" العثمانيون الأتراك قوم يأجوج ومأجوج ثم جاء من بعد ذلك المستعمر الفرنسي وأنشأ الأمة الجزائرية؟. الجزائر إزاء ذلك الزعم الغريب لم تتردد في وقف استخدام الطائرات العسكرية الفرنسية لمجالها الجوي العاملة في إطار "عملية برخان" في الساحل الأفريقي. فضلا عن استداع السفير ومراجعة العلاقات الاقتصادية والتجارية.
حالة سيريالية فوضوية من عدم الاستقرار السياسي تسيطر على أجزاء كبيرة من الوطن العربي، وتستحوذ على صدارة نشرات أخبار الإعلام العالمي؛ من تونس إلى ليبيا، وسوريا ولبنان واليمن والصومال والسودان، أما فلسطين فتلكم حالة دائمة ما بقي الاحتلال الإسرائيلي.
اتفاقية أمنية تاريخية ضمت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا أثارت غضب "العدو" والصديق في آن واحد؛ الصين وهي "العدو" والطرف المستهدف أصالة، انتقدت الاتفاقية بشدة ووصفتها بأنها "غير مسؤولة" و"ضيقة الأفق"..
مثلت الانتخابات المغربية نهاية الأسبوع الماضي تسونامي عنيفا، أطاح بالحزب الذي قاد الحكومة خلال العقدين الماضيين؛ فقد مُني حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية بهزيمة كبرى في الانتخابات البرلمانية..
ومع حدوث الخطوة الصادمة الأخيرة والتي تعتبر بحجم ما وصف تخفيفا بالنكسة في العام 1967، فهل نلوم الحُكومات الأفريقيّة التي صوّتت لصالح هذا القرار، وفتحت أبواب عواصمها أمام الدّبلوماسيين الإسرائيليين وسفاراتهم أم أن اللّوم كلّ اللّوم يجب أن يقع على العرب؟
يقال: نفقت الدابة إذا ماتت، ومن ذلك جاء مفهوم النفاق وهو موت الضمير، والأخلاق، والقيم كذلك، ولعل من أخطر أنواع النفاق وأشدها فتكا وتدميرا للمجتمعات نفاق المؤسسات المتدثرة بالقيم والأخلاق وهي تنهى عن خلق سيئ وتأتي مثله..
لعل كل أزمة سياسية بين دولتين أو أكثر نجد فيها أن للتشدد وربما التعنت نصيبا، فتمضي الأزمة في طريق التطاول أو إلى أخطر من ذلك، وهو الانفجار أو التصادم العسكري فيخسر الطرفان وإن حقق أحدهما نصرا ما، بل يخسر السلم والاستقرار الإقليمي والدولي. في شأن أزمة سد النهضة التي تجاوزت نحو عقد من الزمان، كان التش
لا يمكن التقليل من حجم المخاطر الأمنية المتصاعدة في منطقة السد بسبب ذلك التمرد. ولعل ذلك يضعف من موقف أديس أبابا المتشدد من المفاوضات بشأن السد مع كل من مصر والسودان
بكلمات قليلة عبرت عن الخوف وربما الإحباط أكثر مما عبرت عن التفاؤل المفترض في مناسبة مثل الإعلان عن تشكيل وزاري جديد؛ قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك أن "التشكيل الوزاري الجديد، قام على توافق سياسي، عبر نقاشات..
اليوم تصطرع في السودان جدلية السلام مع جدلية التجزئة، دون أن يجتمع أهل السياسة على كلمة سواء لأجل شعب اشتد إحساسه ببؤسه وخصاصته وتضرم شوقه إلى عدالة اجتماعية يستجم فيها من وعثاء لغوبه الطويل..
قد يكون الجيش في دولة من الدول بمنزلة جماعة ضغط في صناعة القرارات، وقد يتعدّى هذا الدور إلى فرض النظام الذي يعتقد أنه مناسب للدولة، وذلك عبر آلية الانقلاب العسكري، مرتكزا على إيديولوجيا وحيدة هي أن الجيش هو الدولة.
انشغلت الخرطوم الأسبوع الماضي أو أُشغلت بمحاكمة الرئيس السابق عمر البشير في تهمة تدبير الانقلاب العسكري الذي جاء به إلى السلطة قبل نحو أكثر من 30 عاما، وفي جلسة إجرائية أحضر إليها البشير و27 متهما آخرون، تلا القاضي الاتهام الموجه لهم، الذي تصل عقوبته إلى الإعدام إذا ما أثبتت الإدانة،