من تأمل حال محمود عباس في الأيام التي عرفت باسم وحدة الشعب الفلسطيني، أو باسم حرب سيف القدس، سيجده في أسوأ حال مرّ عليه في رئاسته طوال 16 عاماً تحديداً، أو مرّ به طوال سني عمره
عندما تصبح الحرب اليوم ضد إيران ومحور المقاومة غير مضمونة، بل مرجحة بالخسارة، وعندما تصبح حرب النيران بالطيران والصواريخ مكلفة جداً في عمقها الداخلي، فعلى أمريكا ألاّ تنام الليل، وأن تعيش انفصاماً حاداً بين قرار الحرب والخوف من الذهاب إليها. وهذا مع التراجع الملحوظ في نفوذ أمريكا والغرب عالمياً
بهذا يستعيد الشعب الفلسطيني زمام المبادرة في بناء علاقاته الدولية، وفي الحشد في دعم عدالة قضيته المتمثلة راهناً بدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات، بلا قيدٍ أو شرط
برز خلاف ما بين الاتجاهات الشبابية في الساحة الفلسطينية بعد اتفاق التنسيق الأمني 2007، وراح الخلاف يتفاقم كلما أخذ طريقه إلى التنفيذ. وقد دار حول إعطاء الأولوية في الصراع في ما بين كل من السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.
أثار قرار محكمة صهيونية يتعلق بمساكن أهل الشيخ جراح، نقاشاً حول هل يقبلون التسوية التي قررتها المحكمة أم يرفضونها. الأمر الذي يتضمن تثبيتاً لنزع الملكية منهم مقابل سكناهم بها لخمس عشرة سنة أخرى، وما شابه..
أخذت حرب الوجود هذه أقصى مداها، فيما أخذت موازين القوى العالمية والإقليمية وعلى أرض فلسطين تميل الآن، وستميل في المستقبل أكثر في غير مصلحة الكيان الصهيوني، عسكرياً وسياسياً، مع دخول الكيان الصهيوني ذاتياً في مرحلة التراجع والتقهقر، ومعه تراجع وتقهقر الغرب الذي جاء به وحماه وعزّز قواه هو الآخر
إن الكيان الصهيوني، وهو يتراجع وتُوجّه له الضربات، راح يلجأ إلى الانتقام الجماعي ويُعامِل الأسرى الستة بالوحشية، يكون قد جمع النذالة مع الانتقام والضعف والتراجع، وذلك من علامات السرعة بالانهيار.
تشكيل جبهة متحدة لمواجهة تحديات الوضع الراهن لا يسمح بإثارة صراعات الماضي وإعادة إنتاج هياكلها وسلبياتها، وإنما الاتفاق لمواجهة خطر داهم، أو تحقيق إنجاز ممكن
ثلاثة موضوعات تحتاج إلى وقفة وتفسير وتوقع، إزاء ما حدث من تغيّر مدهش، بانتصار طالبان وعودتها المذهليْن، أولاً، وثانياً هل ستكرر طالبان ذاتها، كما حكمت أفغانستان في تجربتها السابقة؟ وثالثاً كيف ستكون استراتيجيتها الدولية وعلاقاتها بجيرانها وبالقاعدة والحركات الإسلامية عموماً؟
بالرغم من محاولة الحسم في إعطاء الأولوية الاستراتيجية لمواجهة الصين وروسيا. ولكنها حتى الآن لم ترسم خطة متماسكة في هذا الاتجاه، وكذلك بالنسبة إلى القضايا الأخرى الجانبية، وفي مقدمتها ما تسميه "الشرق الأوسط"، وذلك لأهمية مستقبل الكيان الصهيوني بالنسبة إليها
كل الذين يتحدثون عن اتفاقات ومساومات دولية وإقليمية قادمة لمنطقتنا العربية والإسلامية، يعيشون في أوهام المرحلة السابقة، ولا يلحظون موازين القوى الراهنة وما يسودها من سمات مرّ ذكرها؛ تجعل من غير الممكن أو المتوقع رسم خرائط جديدة للمنطقة تقوم على أساس المساومات والمخططات السابقة بقيادة أمريكا
العمل على تحقيق وحدة وطنية فلسطينية في ميدان المواجهة، وفي أتون المواجهة، بعيداً من الصراعات حول إعادة بناء م.ت.ف، أو التمثيل والانتخابات، أو "الشرعية"، تماماً كما حدث في انتفاضة فلسطين وسيف القدس..