هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الجزء الثاني من لقاء صحيفة
"عربي21" مع مسؤول العلاقات الأفريقية في مجلس التعاون الأفروآسيوي والكاتب والخبير في الشأن الجزائري الدكتور إدريس ربوح، تحدث الضيف عن المعارضة
الجزائرية وأشكالها، وكيف تورط بعضها في مشروع بوتفليقة.
وكان ربوح أجمل في الجزء الأول، الحالة
الجزائرية منذ العام 1988 وحتى خروج الجزائريين في الحراك الشعبي الأخير، الذي
انتهى باستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بضغط من الشارع والجيش.
اقرأ أيضا: ربوح يتحدث لـ"عربي21" عن
حراك الجزائر ودور الجيش (شاهد)
وعن الحالة السياسية في الجزائر، قال إن
الجزائر فيها "حكم وحكومة"، أما الحكم فهو الآمر الحقيقي في البلاد، وتمثله مؤسستا الجيش والرئاسة. أما الحكومة فهي واجهة فقط للمشهد السياسي.
وعن المعارضة الجزائرية، قال ربوح إن منها ما دخل مع النظام في مشاركات بالحكومات، وعلى رأسها الإسلاميون، وعلى وجه الخصوص
"حركة مجتمع السلم" أكبر حزب إسلامي معارض في البلاد.
ولفت إلى أن الحركة دخلت في تجربة الحكم منذ
عهد الرئيس السابق، اليمين زروال، ثم في فترة الرئيس المستقيل عبد العزيز
بوتفليقة.
وأضاف أن هنالك معارضة "يسارية"
أيضا، لكنها تحمل طابعا جهويا، وغير منتشرة وطنيا، رغم أنها فاعلة في الحياة
السياسية.
وأشار إلى أن المعارضة بشقيها، اليساري والإسلامي، دخلت في الحكم مرات عديدة وخرجت منه أحيانا.
وتابع بأن المعارضة كانت تعمل مع السلطة بشكل
أو بآخر، ودخلت في مفاوضات مع النظام، على أساس التمديد للرئيس، مثل لقاء حركة
مجتمع السلم مع شقيق الرئيس، والمستشار في الرئاسة، السعيد بوتفليقة، قبيل الحراك
الشعبي، بهدف بحث المرحلة الانتقالية وتمديد عهدة الرئيس.
أما حزب العمال اليساري، فقد عمل مع بوتفليقة،
ودافع عنه في طيلة العهدات الرئاسية، وانتقد بنفس الوقت الحكومة، وصنف نفسه معارضا.
وبناء على ما سبق، قال ربوح إن المشهد السياسي
اختلط على الناس في الجزائر، فلما قررت المعارضة النزول إلى الشارع مع الحراك، طرد
الجزائريون بعض رموزها.
ورأى أن الحراكيين في الشارع رأوا أن المعارضة
ليست حقيقية، وأنها لا تمثل الحراك، خصوصا قيادات الأحزاب، وأنها ليست مؤهلة لتكون
جزءا من المشهد.
وأكد أن على الأحزاب المعارضة تجديد دمائها وقادتها، وأن استقالة بوتفليقة سيتبعها سقوط قيادات في أحزاب المعارضة، حيث وصلت
درجة الولاء للرئيس في وقت من الأوقات إلى متسوى عالٍ.
ونوه ربوح إلى أن المعارضة كانت متخلفة ومتأخرة
عن الشارع الجزائري، وإن خطابها كان تابعا للشارع ولم يكن مواكبا له، وإنها إذا لم
تصحح مسارها، فستحل مكانها أحزاب جديدة ستظهر على الساحة.
وعن واقع الإسلاميين في الخارطة السياسية
الجزائري، قال ربوح إن الإسلاميين ليسوا بالقوة التي يتصورها البعض في الجزائر، وإن
كانوا يمثلون قوة سياسية رئيسية ربما تفوز بأي انتخابات، لكنها ليست كما في التسعينيات.
وأشار إلى أن التيار الإسلامي الذي كان له دور
مهم في إنقاذ الدولة عام 1992 تيار قوي لكنه يدفع ضريبة مشاركته في الحكم لاحقا،
مع عدم إنكار دور الإسلاميين الوطني، إلا أنهم أصبحوا بالمشاركة جزءا من النظام السياسي
وتورط بعض الذين خرجوا من رحمهم بملفات فساد.
اقرأ أيضا: صحيفة حكومية تدعو لاختيار "شخصية توافقية" لرئاسة الجزائر
ولم يخفِ ربوح أن الإسلاميين الآن على الساحة
الجزائرية مثقلون بهذا الإرهاب، وسيواجهون صعوبة في إقناع الجزائرين بأنهم ليس
متورطين مع النظام.
ولفت إلى أن الأحزاب الإسلامية انقسمت أكثر من
مرة بسبب الخلل الداخلي، فخرج من حركة مجتمع السلم ثلاثة أحزاب أخرى، وانقسم حزب النهضة
الإسلامي إلى أربعة أحزاب، وكلاهما شاركا في الحكومة.
وأشار إلى أن شأنهم شأن باقي الأحزاب المعارضة
"عليهم تجديد رؤوسهم وأحزابهم بقيادات جديدة غير متورطة مع النظام، ولها
القدرة على الانفتاح على الحراك الشعبي".
وتابع: "كان المفروض أن يشارك كل من حزب
البناء الوطني وحركة مجتمع السلم، بالانتخابات الرئاسية الأخيرة في مواجهة
بوتفليقة، لكن مجلس شورى السلم صوت ضد المشاركة وأنقذ الموقف، إلا أن البناء دفع
بملف الترشيح رغم معرفة الجميع أن أي مرشح مقابل بوتفليقة خاسر".
وأكد أن الحراك يتابع التفاصيل في المشهد
السياسي، وأن الشارع لا يريد أن يخدعه أحد، سواء في النظام أو المعارضة، بحسب
تعبيره.
وختم بأن بوتفليقة ورط الكثيرين معه، وأدخلهم
في دائرته، وأن ذهاب بوتفليقة يجب أن يصحبه ذهاب كل الطبقة السياسية السابقة، من
النظام والمعارضة على حد سواء.