قضايا وآراء

ولد من الجنة

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600
عنوان المقال يشير إلى أحدث أفلام المخرج السويدي المصري الأصل، طارق صالح، المشارك به في مهرجان كان السينمائي في دورته الخامسة والسبعين لهذا العام في مسابقته الرسمية.

ونحن هنا لسنا بصدد تحليل وتقييم الفيلم، إنما أمام منع فيلم من العرض بمصر مرة أخرى، رغم محليته ومصرية موضوعه، فلماذا لا يعرض ويتم السماح له داخل الأراضي المصرية؟ لكن السلطات المعنية كان لها رأي آخر.

ولعل هذا ما تعرض له المخرج طارق صالح ذاته، مع فيلمه السابق "حادث النيل هيلتون" الذي تم منعه من العرض في مصر، قبل ذلك رفض المعنيون منحه التراخيص اللازمة للتصوير، فقام المخرج مضطرا بتصوير فيلميه خارج مصر وفي أماكن تصوير مشابهة.

ونجح المخرج في المشاركة بمهرجان كان ومسابقته الرسمية، بفيلم يحمل ويعالج الهم المصري، ليشاهده ويتفاعل معه العديد من جنسيات العالم المختلفة.

وهنا يلح سؤالا طارحا لنفسه: لماذا منع المعنيون هذا الفيلم.. وبهذه الطريقة..؟!

لقد كانت تلك الطريقة تبدو مناسبة في ستينيات القرن الماضي وحتى تسعينياته، أما الآن فنحن في عصر السماوات المفتوحة وتعدد مواقع التواصل الاجتماعي، والمنصات الإلكترونية الكثيرة، فيما يعرف الآن بمحدودية العالم كله في قرية كونية صغيرة جدا، فأصبح مثل هذا الفيلم وغيره متاحا عبر هذه المواقع الإلكترونية قبل عرضه في دور العرض السينمائي، رغم عدم قناعتي بهذه القرصنة، وهذا له مقال آخر مفصل، فالكل يشاهد الكل وعلى نطاق واسع.

ويعود السؤال للطرح مرة أخرى: لماذا الحجب والمنع في مصر؟!.. الواضح الجلي أن هذا المنع والحجب لم يمنع أو يحجب المشاهد من المشاهدة، وعليه انتفت صفة المنع، وبالتالي لا بد من إعادة النظر في ثقافة المنع برمتها، فما كان في الماضي قرارا ناجحا، أصبح اليوم يشكل عبئا على من اتخذه، لأن ثقافة المعرفة والمعلوماتية أصبحت متاحة وملكا للجميع.

أتمنى، بل وأحلم، أن يؤمن المعنيون بعدم جدوى ثقافة المنع، وأن يسمح لأعمال المبدعين بأن تأخذ حظها من التنفس في بلادها، بدلا من عرضها في الخارج ومنعها في الداخل، في تكرار ليس منه جدوى أو نفع.
التعليقات (0)