أعلنت
الجزائر حالة نفير قصوى، بعد توقيفها بمطارها الدولي في العاصمة، السبت، شخصا على لائحة
الإرهابيين، كان عائدا إلى بلاده، عبر رحلة من تركيا، وتوصل التحقيق معه إلى أنه كان يقاتل في صفوف
تنظيم الدولة بسوريا.
وأوقف المواطن الجزائري، الذي لم تكشف السلطات عن هويته، بعد أن إجتاز خط مراقبة الحدود، عائدا إلى بلاده.
وقال مصدر أمني من المطار، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الإثنين، أن الشخص الموقوف يحمل رصاصات في جسده، تلقاها من إصابات أثناء القتال في صفوف تنظيم الدولة بسوريا، وقد عاد بحسب ما نقل عنه، إلى الجزائر بغرض العلاج.
وكانت شرطة الحدود الجزائرية أوقفت يوم السابع من آيار/ مايو الماضي أربعة تونسيين، بمطار محافظة عنابة الدولي، شرق الجزائر، أثبت التحقيق معهم أنهم كانوا يعتزمون الإلتحاق بتنظيم"داعش" بسوريا، عبر تركيا، وأودع هؤلاء الحبس بانتظار محاكمتهم.
وأرسلت الجزائر، إلى الحكومة التونسية، بحر الأسبوع الجاري، لائحة من أكثر من 4 آلاف شخص يشتبه بتنقلاتهم بجوازات سفر مزورة بين الجزائر وتونس وباقي دول المغرب العربي، بحسب ذات المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته.
من جهته دعا قائد أركان
الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، الإثنين، وحدات جيش بلاده إلى الإستعداد الكامل لإحباط أي محاولة لضرب إستقرار البلاد، وقال بخطاب بملتقى عسكري أشرف عليه شخصيا بعنوان " الدراسة الإستراتيجية لمسرح العمليات" أن "هذا الملتقى بغاية الأهمية فيما يتعلق بالظروف الأمنية التي يعرفها محيطنا القريب وحتى البعيد ويجب أن نستعد لكافة الإحتمالات بما يكفل إفشال كافة المخططات المعادية للجزائر".
وشكلت سيطرة تنظيم الدولة على مدينة سرت الليبية، دافعا قويا للجيش الجزائري لضبط مقدراته من أجل مواجهة خطر محتمل من داعش على حدودها الشرقية مع ليبيا.
وأفاد العقيد المتقاعد من الجيش الجزائري والخبير الأمني عبد العزيز المجاهد، الإثنين، أن "عودة المقاتلين الجزائريين ضمن صفوف داعش، مرده فشل التنظيم في بلوغ هدفه في كل من العراق وسوريا"، وتابع بتصريح لصحيفة "
عربي21" "إن عودة هؤلاء مرده أيضا، وجود توجه لدى التنظيم يعادي المقاتلين الأجانب بصفوفه".
وتبادلت الجزائر مع دولتي مالي و النيجر لائحة من 19 مسلحا، ينتمون لتنظيم "المرابطون"، تم التعرف عليهم جراء تنسيق إستخباراتي بين المخابرات الجزائرية و الفرنسية، وحذرت نشرة أمنية تتصل بنشاط هؤلاء المسلحين، من أنهم يحضرون لعمليات إرهابية بالدول المذكورة. ويوجد من بين المطلوبين تسع موريتانيين.
وفي السياق نفسه، تلقت الجزائر، الشهر الجاري، تقريرا أعده فريق الدعم التحليلي وصد الجزاءات لمجلس الأمن، حول الخطر العالمي الذي يشكله المقاتلون الإرهابيون الأجانب، تحذرها فيه من "عودة مقاتلين من تنظيم داعش أو القاعدة، يحملون جنسيتها إلى أراضيها، ولديهم مجموعـة من المهارات والمعتقدات والعلاقات الخطيرة، ومن الممكن أن يكونوا قد تعلموا اسـتخدام الأسلحة وصنع القنابل، وإعداد خطط هجوم ذات مستوى، وربما يصـبحون أشـد تطرفا، بل ويمكن أن يكونوا قد أصيبوا بصدمات، من جراء التجارب التي مروا بها".