عبرت العديد من الأمهات الفلسطينيات عن أملهن في
العيش بأمان دون احتلال إسرائيلي، السبب الرئيس في عذابات أبناء الشعب الفلسطيني
في كل مكان وخاصة الأمهات.
وتحتفل العديد من
بلدان العالم بـ"عيد الأم" الذي يوافق 21 من آذار/ مارس من كل عام،
في ظل واقع معقد وصعب تعيشه الأم الفلسطينية، بسبب انتهاكات الاحتلال المتواصلة
والحصار وتردي الأوضاع الاقتصادية.
وفي حديث
لـ"عربي21" مع العديد من امهات فلسطين من مدن مختلفة، أجمعن على حلمهن
في الخلاص من الاحتلال في وقت قريب، وتحرر كل فلسطين.
حضن الوطن
وعن حلمها وأمنيتها
كأم فلسطينية، قالت الطبيبة ميمونة حسام الدين "أم محمد" من سكان مدينة
رام الله: "نحن الأمهات، أمنيتنا هي أن نحظى بوطن يحتضن الأبناء بأمن وأمان، والأزواج
بحضور من غير ملاحقة (من قبل الاحتلال وأجهزة السلطة)، وبوطن يكفل دماء الشهداء
ويحقق للأسير حرية واجبة".
وأضافت في حديثه
لـ"عربي21": "لنا أمنيات بعيش نعبر فيه عن الحب والعيش دون ملاحقة
وقهر من الاحتلال وجيشه، وبصلاة في الأقصى المبارك دون تهديد، تجتمع فيه الأسرة
دون الاشتياق للمطارد، كما أننا نرجو أن تبتسم أم الأسير وأن تتكئ أم الشهيد على قبر
ولدها بأن تحقق الوعد والنصر".
وتابعت "أم
محمد": "لنا أمنيات بعيش فيه عدالة ومساواة وأمل، وأن تعم عدالة لا تلجئ
الأبناء إلى مغادرة وطنهم فلسطين بحثا عنها".
وعبرت الناشطة ريهام
القيق "أم ياسر" البالغة من العمر (38 عاما)، عن أملها الكبير
في أن "تتحرر فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، ويتم الإفراج عن جميع الأسيرات
والأسرى في سجون الاحتلال".
وأضافت في حديثها
لـ"عربي21": "نأمل أن تتوفر حياة أفضل لأبنائنا مما نحن عليه الآن،
سواء على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي، أما على صعيد أسرتي فأتمنى أن
أمنح القدرة لأكون الأم التي يستحقها أطفالي، كي أتمكن من تربيتهم بشكل
أفضل".
وشددت القيق، على
ضرورة "رفع الحصار عن قطاع غزة، وأن تتحسن الظروف الاقتصادية وتوفير العديد من
الوظائف وفرص العمل لجميع الشباب"، مضيفة أنه "بالنسبة لأهلنا في القدس
المحتلة، قلب فلسطين النابض، فنرجو لهم غدا أجمل وحياة أفضل؛ بدون تهجير أو تشريد أو اعتقالات، إضافة إلى حرية التنقل داخل المدينة بلا حواجز، ونأمل أن ندخلها فاتحين
قريبا ونصلي بالمسجد الأقصى المبارك".
إقرأ أيضا: هذا ما يرغب أن يفعله كريستيانو رونالدو لوالدته في عيد الأم
"أم عبد
دويات" التي تسكن في مدينة القدس المحتلة، وابنها "عبد" معتقل في
سجون الاحتلال منذ أيلول/ سبتمبر 2015، ومحكوم عليه بالسجن (18 عاما)، بدت عليها
علامات حزن وألم شديدين.
وذكرت
لـ"عربي21"، أن حلم كل أم فلسطينية أن "تعيش وأسرتها في أمان، وأن
نجمع مع أولادنا في أقرب ساعه"، متمنية أن "يحفظ الله الأسرى، وأن يزيل
عنهم الكرب وأن تتحرر فلسطين قريبا".
أمهات أسيرات
جدير بالذكر، أن سلطات
الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 10 أمّهات من بين 31 أسيرة يقبعن في سجن
"الدامون" الإسرائيلي، بحسب تقرير لنادي الأسير الفلسطينيّ، بمناسبة
"عيد الأم" وصل "عربي21" نسخة عنه.
وأكد أن "إدارة
سجون الاحتلال، تحرم أطفال وأبناء الأسيرات الأمّهات من الزيارات المفتوحة، ومن
تمكينهن من احتضانهم، عدا عن حرمان البعض منهن من الزيارة، أو عرقلتها في كثير من
الأحيان، يرافق ذلك استمرار رفض إدارة السّجون توفير هاتف عمومي لهنّ، رغم المطالبات
المستمرة منذ سنوات".
وذكر النادي، أن
الأسيرات الأمّهات هنّ: إسراء الجعابيص، وفدوى حمادة، وأماني الحشيم، وختام السعافين،
وشذى عودة، وعطاف جرادات، وسعدية فرج الله، وفاطمة عليان، وشروق البدن، وياسمين
شعبان.
ونبه إلى أن "مجموعة
من الأمّهات يقضين أحكامًا بالسّجن لسنوات، منهن الأسيرة الجعابيص المحكومة بالسّجن
11 عاما، وفدوى حمادة وأماني الحشيم اللتين تقضيان حكما بالسّجن مدة عشر سنوات،
ومن بين الأمهات أسيرة معتقلة إداريا وهي الأسيرة البدن من بيت لحم".
وتواجه الأسيرات بحسب
التقرير، "كافة أنواع التّنكيل والتّعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق
المعتقلين الفلسطينيين، بدءا من عمليات الاعتقال من المنازل فجراً وحتى النقل إلى
مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقا احتجازهن في السجون وإبعادهن عن أبنائهن وبناتهن
لمدة طويلة، ولاحقا تستمر مواجهتهن لجملة من السياسات الممنهجة التي ترافقهن طول فترة الاعتقال كعمليات القمع
والتنكيل، والإهمال الطبيّ، ومحاولة إدارة السّجون المستمرة سلب حقوقهن".
وأضاف: "إحدى أبرز السّياسات التي يستخدمها الاحتلال بحقّ الأمّهات هي، اعتقالهنّ كوسيلة للضغط على أبنائهن المعتقلين أو أحد
أفراد العائلة، وإيقاع أكبر قدر من الإيذاء النفسي كما جرى مع الأسيرة عطاف جرادات
مؤخرا، وهي والدة الأسرى عمر وغيث ومنتصر جرادات، حيث لم يكتف الاحتلال
باعتقالها وأبنائها بل إنه أقدم على هدم منزلها".
ولفت نادي الأسير، إلى
أن "الاحتلال سعى عبر ماكنة القمع ومحاولته كسر إرادة الفلسطينيين وعوائلهم لاستهداف الأمّهات الفلسطينيات، فنجد مئات الروايات من الأسرى، التي توضح كيف
استخدم الاحتلال الأمّهات، للنيل من أبنائهن المعتقلين، عدا عن أن الآلاف من
أمّهات الأسرى حُرمن من أبنائهنّ
على مدار سنوات وسلبن حقهن في الزيارة".
وفقد المئات من الأسرى
أمهاتهم خلال سنوات أسرهم دون السماح لهم بإلقاء نظرة الوداع، وكذلك تواجه زوجات
الأسرى تحديات كبيرة وعلى مستويات مختلفة، في ظل استمرار الاحتلال في اعتقال
أزواجهن، ويُضاف إلى ذلك معاناة وقهر الأمّهات والزوجات اللواتي استشهد أبناؤهن وأزواجهن
في السّجون، فقد عاشوا حرمان الأسر والفقدان لاحقًا.
مع استمرار حرب أوكرانيا.. إلى أين ستصل معاناة المصريين؟
عيد الأم.. تواصل معاناة الأمهات نتيجة سياسات النظام المصري
هل تؤجل حرب أوكرانيا رفع سعر الخبز المدعم بمصر؟