تثار التساؤلات حول عدم توجيه
البيت الأبيض، دعوة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو الذي أجرى أربع زيارات خارجية بعد توليه منصبه، إلى الأردن وفرنسا وإيطاليا وألمانيا.
وأعلن نتنياهو عن وجهته التالية الأسبوع المقبل إلى العاصمة البريطانية لندن، رغم أنه ينتظر أكثر من أي شيء آخر دعوته من
الولايات المتحدة، في ظل المعاملة الجافة بطريقة غير مسبوقة من واشنطن معه.
ورغم محاولة إسرائيل العمل عبر عدة قنوات لتنسيق الزيارة، لكن رسالة واشنطن مفادها أنه لن يتم تحديد موعد لها حتى يتم التوصل إلى اتفاق بشأن التغييرات القانونية.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرنوت"، أشار إلى أن "نتنياهو أجرى في الشهرين الماضيين أربع زيارات خارجية إلى باريس وروما وبرلين وعمّان منذ أن أدى اليمين الدستورية كرئيس للوزراء في 29 كانون الأول/ ديسمبر، وفي جميعها تعرض لانتقادات بسبب التغييرات القانونية التي تسعى حكومته للترويج لها، فيما حرص على أن يكون محور رحلاته الخارجية على إيران، والسعي لحشد دعم الأوروبيين لعودة العقوبات عليها، وإقناعهم بالموافقة على حظر الأسلحة عليها بعد إمداد روسيا بطائرات بدون طيار في حربها ضد أوكرانيا".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "التظاهرات "طاردت" نتنياهو على طول الطريق إلى برلين، وفي طريقه لمطار بن غوريون، وفي رحلته إلى روما وصل بطائرة هليكوبتر، ولندن التي تضم جالية إسرائيلية كبيرة ستشهد مظاهرات ضد التغييرات القانونية، ورغم كل هذه الرحلات لكنه يتطلع لعاصمة أكثر من غيرها وهي واشنطن، التي لم يتلق دعوة لزيارتها منذ ثلاثة أشهر، وهذا حدث غير مسبوق، حيث يرغب الرؤساء عادة أن تكون رحلتهم السياسية الأولى بعد توليهم المنصب إلى البيت الأبيض، لكن نتنياهو لم يتلق مثل هذه الدعوة".
وأشار إلى أن "الأمريكيين ببساطة يستنزفون نتنياهو، فمن الناحية الرسمية يقولون إنه سيتلقى دعوة، لكن الرسائل التي ينقلونها من وراء الكواليس لإسرائيل أنه سيُدعى لزيارة رفيعة المستوى فقط بعد أن يكون هناك اتفاق على التغييرات القانونية التي تسعى حكومته للترويج لها، وهذه هي الطريقة التي يعبرون بها عن دعمهم فعليًا للاحتجاج، ومعارضة خطة إضعاف النظام القضائي، رغم أنه ليس الشيء الوحيد الذي يقلقهم، بل إنهم قلقون من الوضع الأمني مع الفلسطينيين، ويخشون تصعيدا قبل شهر رمضان".
وأوضح أن "عدم دعوة نتنياهو لواشنطن هو أحد أشكال إيصال رسالة للاحتلال مفادها أنه يريد بشدة تلقي دعوة للبيت الأبيض، وفي هذا السياق خاطب الأمريكيين أكثر من مرة، وأرسل لهم "مبعوثين"، بمن فيهم مساعده المقرب، الوزير رون ديرمر، لكن هذه الجهود حتى الآن لم تؤت ثمارها، حيث يختار الأمريكيون ببساطة عدم دعوته، مع العلم أن نتنياهو لا يريد فقط تلقي دعوة لواشنطن، بل يريد أن يكون أول مسؤول كبير في حكومته يذهب هناك، ولذلك أصدر توجيهاً لسفارته هناك بعدم التنسيق لأي وزير بعقد اجتماعات قبل زيارته".
ونقل عن مسؤول أمريكي أن "الولايات المتحدة لم تشترط لزيارة نتنياهو التوصل لاتفاق بشأن التغييرات القانونية، أو التوتر الأمني، ومن الواضح أنه سيتلقى دعوة بمجرد أن يسمح الوضع بذلك، خاصة عندما تهدأ الأجواء الداخلية في إسرائيل".
الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية تؤكد أن هناك سببين رئيسيين لعدم تلقي نتنياهو دعوة لزيارة واشنطن، أولهما خيبة أمل وقلق كبير من الطريقة التي يدير بها الحكومة، أو بالأحرى تدار من قبل عناصر متطرفة لا يسيطر عليها، وثانيهما التغييرات القانونية، فالأمريكيون يعرفون تفاصيلها، وهم غاضبون، ولذلك لم يتضح بعد من ستكون الدولة التالية على قائمة زياراته السياسية بعد بريطانيا.
تقدر ذات الأوساط أنه من المحتمل أن تكون الدولة التالية هي المجر، حيث تلقى دعوة من نظيره اليميني فيكتور أوربان، دون تحديد موعد دقيق بعد، فيما تتراوح الدول الأخرى التي قد يزورها قريبًا بين اليونان وقبرص، ربما حتى الهند واليابان.